للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الطويل]

إذا رمت إدراك العلا فاسلك الصّعبا ... وبالنّفس خاطر للخطير ودع رهبا

وزر ربع من تهوى ولو كان نائيا ... على أيّ حال فيه كن هائما صبّا

ألم ترني ملّكت للحبّ مهجتي ... ولم يعطني مثقال ودّ ولا حبّا

لي الله كم خاطرت في سبل الهوى ... بنفس تعاف الورد إن لم يكن صعبا

ففي درك الآمال أستقصر الخطى ... وفي موقف الأهوال أستصغر الخطبا

يلين بما في مهجتي الصخر (٣٨٩) من جوى ... ويذبل ممّا حلّ بي يذبل رهبا

وما لان قاسي القلب يوما ولا صفا ... كنقش الصفا إسماعه مني العتبا

له (٣٩٠) نقرات (٣٩١) حين (٣٩٢) أشكو ولفتة ... تحيّر لبّي فانظروا الظّبي والضّبّا

ترجّج أطماعي بباسم ثغره ... فصحّح يأسي كسر مقلته الغضبا

فيا مانعي وردا بلحظي غرسته ... ووردا شهيّا (٣٩٣) من لماه احتمى عذبا

إذا كان عذب الثّغر بالدّرّ يشترى ... فخذ فيه من أجفاني الؤلؤ الرّطبا

بعدنا وما ينسي البعاد لأنّني ... أحمّل أشواقي النسيم إذا هبّا

تعلّلني الذكرى فأغدو معاتبا ... عليل نسيم الرّوض يسعى لكم خبّا

ومن عجبي أني بخدّك قد أرى ... على الجمر نملا (٣٩٤) من عذارك قد دبّا

حرام بأن ألقاك مؤتمن الحشا ... وألحاظك المرضى ترى الفتك بي ندبا

فكم لي إذ (٣٩٥) تسطو بها من وسائل ... وسائل دمعي ما رحمت له سكبا

وحقّك لولا الحبّ (٣٩٦) لم يند مدمعي ... ولو سامني دهري النّوائب والخطبا

ولو فاض لي غرب الدّموع بأسره ... تخلّصت بالمولى الّذي ملك الغربا

أبي الحسن المولى علي بن مالك ال‍ ... ـمغارب مولانا محمد قد شبّا

هو الأسد الحامي هو الغيث (٣٩٧) إذ همى ... هو المعقل السامي هو المرتقى الرّتبا

مليك إذا ما شنّ (٣٩٨) في الحيّ غارة ... سباهم ولا شدّوا حزاما ولا حقبا


(٣٨٩) في ت وط: «للضجر».
(٣٩٠) في ط: «به».
(٣٩١) في ش: «نقرات».
(٣٩٢) في ش: «حتى».
(٣٩٣) في ط: «شميما».
(٣٩٤) في ت وط: «نحلا».
(٣٩٥) في ت وط: «إذا».
(٣٩٦) في زهر الربيع: «لولا أنت».
(٣٩٧) في ت وط: «إذا».
(٣٩٨) في ش: «إذا شن».