للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين عليهم، فتسلّمها منهم يوم الأحد ثامن عشر [جمادى أولى] عنوة (١٤٣)، وأسر من بقي فيها بعد القتل، ثم رحل عنها إلى صيدا (١٤٤) في يوم الأربعاء، وأقام عليها ريثما قرّر قواعدها، وسار حتى أتى بيروت فنازلها ليلة الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى وركّب عليها المجانيق، وداوم الزحف والقتال حتى أخذها في (يوم الخميس وهو التاسع) (١٤٥) والعشرين من الشهر المذكور وتسلم أصحابه جبيل (١٤٦) وهو على بيروت.

ولمّا فرغ؟؟؟ اله من هذا قصد عسقلان، ولم ير (١٤٧) الاشتغال بصور بعد أن نزل عليها، ثم رأى أن العسكر تفرّق بالساحل، وذهب كلّ واحد منهم يحصل لنفسه (محلا) (١٤٨) وكانوا قد ضجروا من القتال، وملازمة الحرب والنّزال، وكان قد اجتمع في صور من بقي في السّاحل من الافرنج فرأى أن قصده عسقلان أولى لأنها أيسر من صور، فنزل عسقلان يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة من السنة (١٤٩)، وأقام عليها إلى أن تسلّم أصحابه غزة وبيت جبريل والنطرون بغير قتال. وكان بين فتح عسقلان وأخذ الافرنج لها من المسلمين خمس وثلاثين سنة، فإنهم كانوا أخذوها من المسلمين في السابع والعشرين من جمادى الآخرة / سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (١٥٠).

ولمّا تم تسلّم عسقلان والأماكن المحيطة بالقدس شمّر عن ساق الجدّ والاجتهاد في قصد القدس المبارك، واجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرّقة في السّاحل فسار (١٥١) نحوه معتمدا على الله تعالى مفوضا أمره إليه تعالى [منتهزا الفرصة] في فتح باب الخير الذي حث عليه صلّى الله عليه وسلم بقوله «من فتح له باب خير فلينتهزه فانه لا يعلم متى يغلق دونه» (١٥٢) وكان نزوله عليه يوم الأحد الخامس عشر من رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة (١٥٣).


(١٤٣) في الأصول: «قعدة» والمثبت من الوفيات ٧/ ١٧٧.
(١٤٤) ومثل صيدا أخذ الناصرة، وقيسارية، وحيفا، ومعليا، والسقيف، والتولع، والطور، وسبسطية، ونابلس، ويافا، وصرخد، أنظر تاريخ طرابلس ١/ ٥٣٣.
(١٤٥) في الأصول: «في اليوم الخامس وهو السابع».
(١٤٦) في الأصول: «جنبلا» قال ياقوت: «بلد مشهور شرقي بيروت» ٢/ ١٠٩.
(١٤٧) في الأصول «يزل» والمثبت من الوفيات ٧/ ١٧٨.
(١٤٨) زائدة عن الوفيات.
(١٤٩) في يوم الخميس التاسع والعشرين من الشهر المذكور.
(١٥٠) ١٩ سبتمبر ١١٥٣ م.
(١٥١) في الأصول: «فساروا نحوه معتمدين».
(١٥٢) لم نجد لهذا الحديث ذكرا في كتب السّير.
(١٥٣) ٢٠ سبتمبر ١١٨٧ م.