للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمان يوم الثلاثاء / ثالث عشر الشهر، ثم سار إلى برزية (١٨٠)، وهي من الحصون المنيعة في غاية القوة، يضرب بها المثل في بلاد الافرنج، يحيط بها أودية من جميع جوانبها، وعلوّها خمسمائة ونيف وسبعون ذراعا على ما ذكره ابن خلكان (١٨١)، ولعلّها كانت على شاهق جبل، وكان نزوله عليها يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر، ثم أخذها عنوة يوم الثلاثاء السابع والعشرين منه.

ثم سار إلى دربساك (١٨٢) فنزل عليها يوم الجمعة ثامن رجب، وهي قلعة منيعة فقاتلها قتالا شديدا وصعد العلم الاسلامي عليها يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب، وأعطاها الأمير علم الدّين سليمان بن جندر.

وسار عنها بكرة يوم السبت الثالث والعشرين من الشهر، ونزل على بغراس، وهي قلعة حصينة تقرب من انطاكية، فقاتلها قتالا شديدا، وصعد العلم الاسلامي عليها ثاني شعبان وراسله أهل انطاكية في طلب الصّلح، فصالحهم لشدّ ضجر العسكر (١٨٣)، وكان الصّلح معهم على أن يطلقوا كل أسير عندهم، ومدة الصّلح سبعة أشهر، فان جاءهم من نصرهم، والا سلموا البلد.

ثم رحل السلطان فسار إلى دمشق (١٨٤) قبل شهر رمضان بأيام يسيرة.

ثم سار في أول شهر رمضان يريد صفد فنزل عليها، ووالى عليها القتال حتى تسلمها بالأمان في رابع عشر شوال.

وفي رمضان سلمت الكرك عن نوّاب صاحبها.

ثم سار إلى كوكب / وضايقها بالقتال الشديد، مع شدّة الوحل والمطر وعصف الأرياح، فلمّا تيقنوا أنهم مأخوذون طلبوا الأمان فأجابهم، وتسلّمها منهم منتصف ذي القعدة من السنة.

ثم نزل إلى الغور، وأقام بالمخيم بقية الشهر، وأعطى الجماعة دستورا، وسار مع


(١٨٠) في الأصول: «برزنة» والمثبت من الوفيات ومعجم البلدان ١/ ٣٨٣. قال الحموي: «برزويه» بالفتح وضم الزاي وسكون الواو وفتح الياء، والعامة تقول «برزيه» حصن على السواحل الشامية على سن جبل شاهق».
(١٨١) الوفيات: ٧/ ١٩٢ والحموي أيضا بنفس العبارات، نفس المرجع.
(١٨٢) في الأصول: «درسباك» والمثبت من الوفيات ٧/ ١٩٢.
(١٨٣) في الأصول: «السلطان» والمثبت من الوفيات.
(١٨٤) بعد أن مر بحلب، وحماة، وسار على طريق بعلبك، انظر الوفيات ٧/ ١٩٢.