كتاب نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار

المقالة السادسة في ذكر خلفاء بني أمية بالأندلس وذكر الطوائف بعدهم - ملوك الطوائف - ج: 1 - ص: 427

أبو القاسم محمد بن عبّاد (٥٦) بن محمّد بن اسماعيل بن قريش بن عبّاد، وكان رجل المغرب قاطبة، له الاشارة والصّيت، ولمّا انقرضت الدولة [الأموية] أسند إليه أهل قطره النّظر والتسديد، فاستبدّ بالأمر.

ولمّا توفي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة (٥٧) قام بالأمر ولده أبو عمرو عباد [وتلقّب] «المعتضد بالله»، وهو أبعد ثوّار الأندلس همّة، وأشدّهم بأسا، وأفخمهم أثرا، جمع خزانة مملوءة من رؤوس الملوك (٥٨) البائدين بسيفه، وكانت وفاته سنة احدى وستين وأربعمائة (٥٩).

وولي بعده ولده محمد «المعتمد على الله»، وعليه انقرض أمرهم / كما يأتي على يد يوسف بن تاشفين.

وقام بنو حمّود الادريسيين بقرطبة وسبتة وقد تقدّم خبرهم.

وقام بسرقطة [والثغر الأعلى] منذر (٦٠) [بن يحيى التّجيبي] (٦١) وكان كريما وهّابا للقصّاد. وتولّى بعد موته [ابنه يحيى وتلقّب المظفّر، ثم صارت إلى] (٦٢) سليمان بن هود الجذامي (٦٣)، وله أعقاب لهم آثار وأخبار شهيرة، فكان من أعقابه آخرهم (٦٤) محمّد ابن يوسف، فاستولى على مرسية، وملك منها الأندلس، وقام بدعوة العبّاسيين، وعليه كان قيام دولة بني نصر كما يأتي.

وقام ببطليوس الحاجب المنصور أبو بكر محمّد بن عبد الله بن مسلمة [التّجيبي] (٦٥) المدعو بابن الأفطس أصله من تجيب (٦٦)، كان أديبا جليلا، وقال ابن حيان: كان

---

(٥٦) أخذ المؤلف؟؟؟ يهم دولة يحيى بن عباد من ترجمة المعتمد بن عباد في وفيات الأعيان ٥/ ٢١ - ٣٩.
(٥٧) ١٠٤١ - ١٠٥٢ م.
(٥٨) «وتحصلت في خزائنه جملة من رؤوس ملوك البرابرة والأدارسة». اعمال الاعلام: ص: ١٥٥.
(٥٩) ١٠٦٨ - ١٠٦٩ م.
(٦٠) يحيى بن منذر بن يحيى: اعمال الاعلام ص: ١٧٠.
(٦١) في الأصول: «وقام سرقسطة منذ الثغر» والمثبت من كتاب العبر ٤/ ٣٥٠.
(٦٢) اضافة للتوضيح من كتاب العبر ٤/ ٣٥١.
(٦٣) هو «سليمان بن محمد بن هود» العبر ٤/ ٣٥١.
(٦٤) بعد يوسف بن احمد المؤتمن تولى ابنه احمد المستعين بالله، ثم ولي بعده ابنه عبد الملك عماد الدولة ثم ولي بعده ابنه المستنصر بالله وعليه انقرضت دولتهم على رأس الخمسمائة فصارت بلادهم جميعا لابن تاشفين. أنظر مثلا الكامل لابن الأثير ٩/ ١٠٨. تاريخ ابن خلدون ٤/ ٣٥١ - ٣٥٢.
(٦٥) اضافة من العبر.
(٦٦) أصله من قبائل مكناسة قال ابن حيان ومن النادر الغريب انتماؤه في تجيب (المصدر السالف، ص: ١٨٢).