للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله أبوه رجلا من مكناسة خدم سابور ببطليوس، وتغلّب عليه ثم ورثه ملكه، ثم أورثه المظفّر أبا بكر، ثم انتهى إلى عمر ولده، وكان من هلاكه وولده صبرا عندما تغلّب الملثمون على رؤساء الطوائف ما هو معروف.

وقام بغرناطة حبّوس (٦٧) بن بلكّين (٦٨) بن زيري بن مناد ملك عمّه الحاجب المنصور بن زيري بن مناد كورة إلبيرة (٦٩) وما جاورها نحو سبع سنين، ثم رحل (٧٠) عن الأندلس إلى بلاده عام عشرين وأربعمائة (٧١)، واستخلف ابن أخيه حبّوس بن بلكّين فتوسّع النّظر إلى أن مات، وولي بعده ولده باديس الحيّة الذكر، فضخم ملكه واشتهرت سطوته ودهاؤه.

وولي بعده حفيده عبد الله بن بلكّين بن باديس، فخلعه أمير الملثمين سنة ثلاث وأربعمائة (٧٢)، وغربه إلى أغمات.

وقام بالجوف (٧٣) / بنو ذي النّون (٧٤)، وأوّل من ثار بطليطلة الحاجب الظّافر اسماعيل بن عبد الرحمان [بن ذي النّون] (٧٥) الملقّب بناصر الدّولة، ثم عهد إلى ابنه يحيى الملقّب بالمأمون ذي المجدين، ثم ملك بعده حفيده أيضا يحيى الملقّب «بالظافر» ومنه انتزع (٧٦) الأدفونش (٧٧) طليطلة.

وقام بالمرية النجيب ذو الوزارتين أبو الأحوص [المعتصم] معن بن محمد بن عبد الرحمان بن صمادح [التّجيبي] (٧٨) وكان رجل المشرق رأيا ودهاء ولسانا، وعارضه


(٦٧) عن ملوك بني حبوس بغرناطة، انظر كتاب العبر ٦/ ٣٦٦ - ٣٧٣.
(٦٨) لعل الصّواب بن ماكسن وكيف يكون متفقا في اسم الأب مع ابن أخيه حبوس الوارد ذكره بعد قليل.
(٦٩) في الأصول: «الفيرة» والمثبت من كتاب العبر ٤/ ٣٤٥.
(٧٠) واتصلت أيامه إلى أن هلك في رمضان سنة ٤٢٩. وولي بعده الأمر ابنه باديس، أعمال الإعلام ص: ٢٠٩.
(٧١) ١٠٢٩ م.
(٧٢) ١٠١٢ - ١٠١٣ م.
(٧٣) الجوف في لهجة الأندلسيين والمغاربة هو الشّمال، والمقصود هنا «بالجوف» الثغر الجوفي بطليطلة.
(٧٤) وابن الخطيب يسميهم بني دنّون، وقال: «هؤلاء الملوك برابرة من قبيل البربر الذين كانوا يخدمون الدّولة العامرية، وأن اسم جدهم الذي ينتسبون إليه زنّون، فغير بالدال لطول المدة». أعمال الاعلام ص: ١٧٧. ولاحظ أ. ليفي بروفنسال في تعليق له على كلام ابن الخطيب أن مؤرخي ملوك الطوائف كابن حيّان وابن بسام وابن عفاري يسمونهم بني ذي النون، وهو تعريب اسم جدهم زفّون البربري.
(٧٥) أنظر كتاب العبر ٤/ ٣٥٠.
(٧٦) الصواب أن ابن ذي النون طلب من الأذفونش معاونته على العودة إلى طليطلة والتمكن منها لأن عليه مزية سابقة فشدد عليها الحصار إلى أن دخلها حفيد ذي النون.
(٧٧) الفنسو السادس (Alphonse VI).
(٧٨) انظر كتاب العبر ٤/ ٣٥٠.