للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خاطره المهاجرة إلى بني عبد المؤمن والركوب عندهم فصدّه أشياخ العرب المخالفون عليهم عن (٣٨) ذلك وحملوه على الانفراد، وطلب الرئاسة، فساروا معه إلى قفصة واستولوا على جميع منازلها، وأرسل إلى بني الرند (٣٩) رؤساء قفصة فمكنوه من البلاد لانحرافهم عن بني عبد المؤمن وحبهم في الخطبة العباسية التي ألفوها، فدخلها ابراهيم وخطب فيها للخليفة العباسي ثم لصلاح الدّين، وقدر أن كان قتل ابراهيم المذكور وجملة من أصحابه على يد المنصور يعقوب بن يوسف بن؟؟؟ المؤمن بعد ذلك بقفصة.

وأما قراقش (٤٠) فسار إلى سنترية (٤١) فافتتحها وخطب فيها للسلطان صلاح الدّين ولأستاذه تقي الدّين بعده وكتب اليهما بذلك وفتح زلة (٤٢) وأوجلة (٤٣) وأزال من بلاد فزّان دولة «بني خطاب» الهواريين وكانت (٤٤) قاعدة ملكهم زويلة وهي المعروفة «بزويلة بني الخطاب» (٤٥) وعذّب ملكها (٤٦) محمد بن خطاب بن عبد الله بن زنفل بن خطاب آخر ملوكهم على المال حتى هلك، وخطب فيها لصلاح الدّين ولتقي الدّين.

ولم يزل على هذه الطّريقة يفتح البلاد، ويخطب فيها لمن ذكر إلى أن وصل إلى طرابلس، فاجتمع عليه الدّبّابيون، ونهضوا معه إلى جبل نفوسة / فاستولى عليه، واستخلص منه أموالا عظيمة أرضى بها العرب، وكان الاتفاق أن مسعود بن رمان (٤٧) أمير الرّياحيين خالف في ذلك الزّمن على بني عبد المؤمن، وفرّ أمامهم ووصل إلى هذه البلاد، فكان تارة يكون مع زغب وتارة يكون مع ذبّاب، فلمّا سمع بوصول قراقش ومن عنده من رماة الغزّ سرّ بهم، وتوجّه بمن معه من أبطال الرياحيين إليهم فحاصر قراقش


(٣٨) في الأصول: «من».
(٣٩) في ط: «الرنة» وفي ش: «رنة» والتصويب من الرحلة ص: ١١٤.
(٤٠) رحلة التجاني ص: ١١٢.
(٤١) في الأصول: «شنترية» والتصويب من رحلة التجاني.
(٤٢) في الأصول: «زويلة» وأثبت حسن حسني عبد الوهاب «زلة» عوض زويلة وقال «في بعض النسخ زويلة وهو غلط والأظهر أن تلك المدينة هي التي سمّاها البكري زلهى شيء واحد».
(٤٣) كذا في ط والرحلة، وفي ش: «واجلة».
(٤٤) في الأصول: «وكان».
(٤٥) في ش: «ابن خطاب» وفي ط: «ابن الخطاب» والتصويب من الرحلة ص: ١١٢.
(٤٦) في الأصول: «ملكهم».
(٤٧) في الأصول: «ريان» وأثبت حسن حسني عبد الوهاب في الرحلة: «رمان» وقال في الهامش: «في بعض النسخ ابن زمان» وعند ابن خلدون: «ابن زمام» ٦/ ٣٩٤.