للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (٢٩٧).

وفي السنة المذكورة توفي الشّيخ الفقيه الخطيب أبو عبد الله محمد بن أبي أحمد بن مرزوق (٢٩٨) بالقاهرة ودفن بين ابن القاسم وأشهب وقد ناهز السبعين.

وفي ثاني عشر صفر من سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة (٢٩٩) توفي الشّيخ الفقيه الحافظ المفتي أبو محمد عبد الله البلوي الشبيبي (٣٠٠) القروي (٣٠١)، ودفن بدار الشّيخ أبي محمد عبد الله بن أبي زيد بازاء قبره داخل مدينة القيروان.

وفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة (٣٠٢)، توفي قاضي الجماعة ابن القطان.

وفي سنة سبع وثمانين (٣٠٣) تولى أبو مهدي عيسى الغبريني (٣٠٤) تلميذ ابن عرفة قاضي الجماعة بتونس.

وفي سنة اثنتين وتسعين (٣٠٥) نزل النصارى (٣٠٦) / - دمّرهم الله - على المهدية في مائة قطعة بين مراكب كبيرة (٣٠٧) وأغربة (٣٠٨)، فوجه السّلطان أبو العباس أحمد محلة نزلت قرب البلد قدم عليها ولده المولى أبا فارس عبد العزيز صحبة أخيه المولى زكرياء، فاتفقت للمولى أبي فارس مع النّصارى وقائع منها في يوم نزولهم وقعت بين الفريقين وقعة عظيمة بحيث أسلم المسلمون المحلّة، فدخلها العدو فلم يجد فيها عينا تطرف غير رجل واحد


(٢٩٧) سورة يوسف: ٢١.
(٢٩٨) هو ابن مرزوق الجد المعروف بالخطيب، أشهر علماء عصره له ترجمة واسعة بالديباج وذيله، وابن خلدون.
(٢٩٩) ١٨ ماي ١٣٨٠.
(٣٠٠) شيخ البرزلي وابن ناجي، له ترجمة بذيل الدّيباج.
(٣٠١) يقصد القيرواني.
(٣٠٢) ١٣٨٣ م.
(٣٠٣) ١٣٨٥ م.
(٣٠٤) الغبريني نسبة إلى بني غبرين من بربر زواوة كما يفهم من كلام ابن خلدون، والغاء رأيتها مضبوطة الضم والفتح ووفاة أبي مهدي الغبريني عند غير المؤلف في ٨١٣ راجع اتحاف أهل الزمان ١/ ٨٣ وشجرة النور الزكية ونيل الإبتهاج.
(٣٠٥) ١٣٩٠ م.
(٣٠٦) الفرنسيين والجنويز معا عن هذه الحملة انظر مثلا زيادة عن تاريخ الدولتين برونشفيك (Brunschvig) بلاد البربر ... (La Berberie) ، المرجع السابق ١/ ١٩٩ ص: ٢٠٠.
(٣٠٧) في ط: «كثيرة».
(٣٠٨) يقال أغربة وغربان ج غراب وهو نوع من المراكب أخذه العرب عن القرطاجيين والرومان. وبقيت إلى عهد الدولة العثمانية وقد سمّي بهذا الإسم لأن مقدمه يشبه رأس الغراب أو الطائر وهذا المركب يسير بالقلع كما كان يسير بعدد من المجاذيف لا يتجاوز ١٨٠ مجذافا انظر سعاد ماهر «البحرية في مصر الإسلامية» ص: ٣٥٩.