للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي السّنة المذكورة توفي ببونة الفقيه الشهير / أبو عبد الله محمد المرّاكشي (٣٥٥) المشهور بالضّرير، كان جيّد النّظم والنّثر.

وفي سنة ثمان وثمانمائة (٣٥٦) توفي أبو زيد عبد الرحمان بن محمّد بن محمّد الشّهير «بابن خلدون» عن تسع وسبعين سنة دون شهر، وهو أستاذ العلاّمة بدر الدين الدماميني.

وفي ليلة الجمعة الثاني عشر لربيع الأول سنة تسع وثمانمائة (٣٥٧) توفي قاضي قسنطينة أبو العباس أحمد بن الخطيب (٣٥٨) شارح رسالة ابن أبي زيد وجمل الخونجي وغيرهما.

وفي سنة عشر وثمانمائة (٣٥٩) خرج السّلطان أبو فارس من تونس بمحلّته للقاء الأمير أبي عبد الله محمّد ابن عمه المولى أبي يحيى زكرياء، وذلك أنه لما هزم الهزيمة الشنعاء سنة سبع وتسعين وسبعمائة (٣٦٠) - حسبما مر تفصيلها - ركب - كما تقدم - من بونة بلده وقصد فاس مستصرخا صاحبها على السّلطان أبي فارس، فلما وقع على السّلطان وقعة عين الغدر (٣٦١) بين الحامّة ونفزاوة، فكاد السّلطان يتلف فيها لولا أن الله سلّم، وذلك كله من العرب (٣٦٢) حكيم ومن شايعهم، فثبّته الله بعد الإشراف على السّقوط، وراجع فيها المرابط بن أبي صعنونة الأعراب للطاعة، وهربت منهم طائفة إلى صاحب فاس مستصرخين على أبي فارس، فبعث معهم الأمير أبا عبد الله محمّد (٣٦٣) - المقدم الذكر - في جيش عظيم من جيوش بني مرين، وأمرهم أن لا يرجعوا إلى بلادهم إلاّ باذن أبي عبد الله محمّد حين لا تبقى له بهم حاجة. / فجاؤوا معه إلى أن وصلوا إلى اطراف عمالة بجاية، فوفد على الأمير أبي عبد الله هنالك عرب افريقية وأتوه طاعتهم، ووفد عليه شيخ حكيم، وهوّن عليه أمر افريقية، فلما رأى الأمير أبو عبد الله وفود العرب عليه وكثرتهم، أمر جيش بني مرين بالإنصراف فانصرفوا، وسار مع العرب فلقيه القائد


(٣٥٥) في الوفيات لابن قنفد القسنطيني، تصحيح وتعليق هنري بيريس (ط. مصر) ص: ٦٣ أنه توفي سنة ٨٠٧ وابن قنفد أعرف بأخبار بني وطنه من غيره، وراجع نيل الابتهاج.
(٣٥٦) ١٤٠٥ - ١٤٠٦ م.
(٣٥٧) ٢٧ أوت ١٤٠٦ م.
(٣٥٨) المعروف بابن قنفد أيضا، وهو من الأعلام المكثرين من التآليف، ألّف في الفقه والفلك والتاريخ.
(٣٥٩) ١٤٠٧ - ١٤٠٨ م.
(٣٦٠) ١٣٩٤ - ١٣٩٥ م.
(٣٦١) في الأصول: «القدر» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: ١٢٣.
(٣٦٢) في تاريخ الدولتين: «عرب».
(٣٦٣) كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش: «أبا محمد عبد الله».