للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو النّصر ظافر بمحلّته، لأن السّلطان أبا فارس لما بلغه مجيء هذه الجيوش مع الأمير أبي عبد الله خشي على بجاية، فعقد عليها لأخيه زكرياء صاحب بونة فصرفه إليها، وصرف عنها القائد ظافر - المقدّم الذكر - فأمره بالخروج بالمحلّة للقاء الأمير أبي عبد الله محمّد، فالتقى الجمعان، فهزم أبو عبد الله محمّد القائد ظافرا وأخذ محلّته بجميع ما فيها، ثم سار الأمير أبو عبد الله لبجاية، فقام أهلها على الأمير زكرياء وأخرجوه منها، ففرّ في البحر، وملك الأمير أبو عبد الله بجاية، وعقد عليها لولده محمّد المنصور، وسار للقاء السّلطان أبي فارس، وسار أبو فارس بمن معه من العرب فمر ببجاية فأخذها بمداخلة بعض أهلها بعد أن قاتلها أيّاما وانبعثت أيدي العيث في ديار أهلها فانتهبت، وقبض أبو فارس على الأمير محمد المنصور وعلى كبار البلد كالاشبيليين، فبعث بهم إلى الحضرة فاعتقلوا بها، وعقد على بجاية لصاحبها، كان المولى أبي العباس أحمد ابن أخيه (٣٦٤) المولى / أبي عبد الله خرج من بجاية للقاء أبي عبد الله محمّد، فلما التقى الجمعان تحوّل شيخ العرب المرابط ابن أبي صعنونة شيخ حكيم عن الأمير أبي عبد الله محمّد وتركه لعهد كان بينه وبين السّلطان على ذلك، فانهزم من كان مع الأمير أبي عبد الله محمّد، وفرّ هو بنفسه طالبا نجاته فلحقه خيل السّلطان بموضع يقال له بتيتة (٣٦٥) جوفي بلد تامغزة فقتلوه ودفنت جثته هنالك، واحتزّ رأسه وأتي به إلى السّلطان أبي فارس، فبعث به رجلا من رجال الطّريق إلى مدينة فاس فعلّقه ليلا بباب المحروق بها فأصبح أهل فاس يتوارونه، وكان قتله أول محرم سنة اثنتي عشرة وثمانمائة (٣٦٦).

وفي سنة ثلاث عشرة (٣٦٧) أخذ السّلطان الجزائر صلحا من أهلها.

وفي يوم السبت السابع والعشرين لربيع الثاني من السنة المذكورة (٣٦٨) توفي قاضي الجماعة الخطيب المدرس عيسى الغبريني، ودفن بالزلاج، وقدّم عوضه أبو يوسف يعقوب الزّغبي وقدّم لامامة الجامع والفتوى به الحافظ أبو القاسم البرزلي.

وفي سنة سبع عشرة وثمانمائة (٣٦٩) توفي أبو عبد الله محمّد بن خلف (٣٧٠) ألأبي بضم


(٣٦٤) في الأصول: «بن أخي».
(٣٦٥) في ش: «تبسة» وفي ط: «سبيبة» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: ١٢٤.
(٣٦٦) ١٦ ماي ١٤٠٩ م.
(٣٦٧) ١٤١٠ - ١٤١١ م.
(٣٦٨) ٢٩ أوت ١٤١٠ م.
(٣٦٩) الصحيح أن الأبي توفي سنة ٨٢٨.
(٣٧٠) ابن خلفة بكسر المعجمة وفتحها ثم لام ساكنة ثم بعدها فاء، نيل الإبتهاج ص: ٢٨٧ نقلا عن الحافظ ابن حجر، البدر الطالع للشوكاني ٢/ ١٦٩.