للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وورد عليه صهره القليعي (٤٦٧) وهرب به إلى القيروان.

ومن ثمّ احتال (٤٦٨) حتى ذهب لبرّ النّصارى ليأتي / بعمارة لأخذ المهديّة.

قيل السّبب في جلب العمارة للمهدية أنه لما جاء بالعمارة لتونس، وطلب من المهدية مالا ليدفعه للنّصارى، بعث ولده لهم لذلك، وكانت المهدية أيسر بلاد افريقية، فلمّا وصل الولد للمهدية أنزل بدور بعض كبرائهم، فاجتمع على سيدي علي المحجوب - رحمه الله تعالى - وكان يعرفه فسأله عن السّبب الحامل له على القدوم للمهدية فعرّفه بطلب المعونة ليدفعوا للنّصارى ما عليهم من المال، فقال له الشّيخ: لا تسألهم شيئا فإن النّاس متغيّظون عليكم من أجل استعانتكم بالكفّار، وانج بنفسك قبل أن يسعوا في قتلك، فخرج فارّا وعرّف أباه بحقيقة الحال، فحقد عليهم، وأظهروا له العداوة والعصيان كغيرهم من البلاد، فجاء بالعمارة للمهديّة وقاتلهم، وفي هذه الوقعة قتل سيدي علي المحجوب - رحمه الله تعالى - وكذا الحسن مات بالبحر فأنزل للبر، وجيء به للقيروان فدفن بها، وأنشد بعض أدباء المهديّة قصيدة في مجيء العمارة وأخذهم المهديّة، ولا بدّ من ايرادها وإن كان فيها طول لاشتمالها على بيان القضية وما فيها من الغرائب وهي هذه (٤٦٩):

[بسيط]

وقفت تنشد رسم الدار محترقا ... على الحبيب فقال الرسم ما الخبر

لا علم عندي إلاّ كنت تنصرهم ... بجمع شمل فيأوي ظله البشر

كما الملوك فكل الناس يرقبهم ... مثل الهلال هلال الفطر ينتظر

نلت السلو عن الأحباب منك جفا ... تنسى عهودهم والحق تذّكّر


= الصدفي الفاسي» فهو إذا من أصل فاسي خلافا لما شاع عنه من أنه أندلسي، وربما تعلم بالأندلس صناعة الزليج التي صار ينسب إليها عبد العزيز الدولاتلي Tunis sous les Hafsides ، تونس ١٩٧٦ ص: ٢٠٦. حول أبو القاسم منزله إلى زاوية وقال عنه ابن أبي دينار: «توفي أبو القاسم الجليزي أول صفر سنة اثنتين وتسعمائة ودفن بزاويته داخل باب خالد من تونس وحضر السّلطان جنازته» المؤنس ص: ١٦٠ وانظر إيضاح ج. مارسي Manuel d art musulman ، باريس ١٩٢٧، ٢/ ٨٦٠ - ٨٦١.
(٤٦٧) في الأصول: «القلعي».
(٤٦٨) قال ابن أبي دينار في المؤنس: «وكان في خبري أنه مات بالقيروان لأنه مقبور هناك حتى وقفت على ورقة بخط الشّيخ بركات الشريف يذكر فيها أن السّلطان الحسن هرب إلى بلاد النّصارى وهو أعمى وأتى بعمارة لأخذ المهدية فمات في البحر فأنزل إلى البر ورفعوه إلى القيروان فدفن بها» ص: ١٦٨.
(٤٦٩) سيلاحظ القارئ أن لغة القصيدة هزيلة، وبعضها لا يخضع للموازين الشعرية كما أن الشاعر ضحى في بعض الأحيان بالقواعد النحوية لفائدة الميزان.