للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إجتمعوا بعد مدة على الشّيخ حيدر وحسّنوا له الجهاد والغزو في حدود كرجستان، وجعل لهم رماحا من [أعواد] (٣٢٠) الشجر، وركّبوا في كلّ عود سنانا من حديد، وتسلّحوا بذلك، وألبسهم الشّيخ حيدر تاجا أحمر من الجوخ، فسمّاهم النّاس قزلباش (٣٢١) وهو أول من ألبس أتباعه التاج الأحمر فأرسل شروان شاه إلى السّلطان يعقوب / بن أوزون (٣٢٢) حسن يخوّفه من خروج الشّيخ حيدر على هذه الصفة فأرسل أميرا من أمرائه اسمه سليمان بيك بأربعة آلاف من العسكر، وأمره أن يمنعهم من هذه الجمعية (٣٢٣)، فما أطاعه، فاتّفق مع شروان شاه فقاتلاه ومن معه، فقتل الشّيخ حيدر، وأسّر ولده شاه إسماعيل وهو طفل، وأسّر معه إخوانه وجماعته، وجاء بهم سليمان بيك إلى السّلطان يعقوب فأرسل بهم إلى قاسم بك الفرناك وكان حاكم شيراز (٣٢٤) من قبل السّلطان يعقوب، وأمره أن يحبسهم في قلعة إصطخر (٣٢٥)، فحبسهم بها واستمروا محبوسين إلى أن توفّي السّلطان يعقوب في سنة ست وتسعين وثمانمائة (٣٢٦)، وتولّى بعده السّلطان رستم (٣٢٧) ونازعه في سلطنته أخوانه، وتفرقت المملكة واستقر (٣٢٨) في كل قطر ملك من أولاد السّلطان يعقوب، فهرب أولاد الشيخ حيدر إلى لامجان (٣٢٩) من بلاد كيلان، وخرج من إخوان شاه اسماعيل خواجة شاه علي إبن الشّيخ جنيد (٣٣٠) وجمع عسكرا من مريدي


(٣٢٠) إضافة من الإعلام.
(٣٢١) ومعناه الرؤوس الحمر بالتركية، وهذا التّاج الأحمر ذو إثنتي عشرة ذؤابة كناية عن الإثني عشر إماما، تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان ٣/ ١٢٠.
(٣٢٢) في ش: «أزن».
(٣٢٣) في الأصول: «الصفة» والتصويب من الإعلام ص: ٢٧٣.
(٣٢٤) في ش وب وت: «شريان»، وفي ط: «شرنان» والتصويب من الإعلام.
(٣٢٥) في الأصول: «اسطمي» والتصويب من الإعلام. وإصطخر مدينة من كور فارس ولها نواح. . . وهي أقدم مدن فارس وأشهرها إسما وكانت دار ملوكها إلى أن ولي ازدشير الملك فنقل ملكهم إلى جور وجعلها دار الملك، الرّوض المعطار ٤٣، أنظر عنها أيضا معجم البلدان ١/ ٢١٠.
(٣٢٦) ١٤٩٠ - ١٤٩١ م. وفي الأصول «ست عشرة وثمانمائة» والتصويب من الإعلام.
(٣٢٧) في الأصول: «رسيم».
(٣٢٨) في الإعلام: «واستقل».
(٣٢٩) في الإعلام: «لاهجان» وهو تحريف قال الحموي: «لامجان بكسر الميم، وجيم وآخره نون: قرية بينها وبين همذان سبعة فراسخ». معجم البلدان ٥/ ٨.
(٣٣٠) في الأصول: «الجنيد».