للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان أعدّها السّلطان سليم لأتباعه (٣٤٨) بالميرة والعليق والمؤن تخلفت عنه في محلّ لا مطمع فيها منه، ولم يجدوا في تبريز (٣٤٩) شيئا من المأكولات والحبوب لأن شاه إسماعيل عند قدوم (٣٥٠) السّلطان سليم أمر بإحراق جميع الحبوب من الشّعير وغيره، فاضطرّ السّلطان سليم إلى العود من تبريز (٣٤٩) إلى بلاده، فترك تبريز (٣٤٩) خاليه خاوية على عروشها هذا ما ذكره الأزرقي في كتاب «أعلام مكّة» (٣٥١).

وقال الشّيخ علي دده (٣٥٢) في «محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر»: أول من تجبّر وطغى، ورفض أحكام الشريعة وغوى، وخان الملّة الإسلامية خيانة لم يسمع بمثلها من الفراعنة، وقهر ملوك العراقين، وأبطل الخطبة من الجوامع كلّها، ومنع من الأنكحة في محافل القضاء، وأفشى منع النكاح بل عدل عنه / إلى الزّناء، وأباح فروج النّساء حتّى الجمع بين الأخوات والخالات واللّواط لمردة الأشقياء، الملك الشقي الغوي الشهير شاه إسماعيل بن حيدر بن جنيد بن إبراهيم إبن الشّيخ العثماني خواجة بن صدر الدّين ابن الشّيخ الصفي الأردبيلي، قطع الله أعراقهم من العراق وجميع ممالك الآفاق مع أشياعهم الشّيعة النجسة المنجوسة المجوسية الدهرية، بل إنهم أخبث الفرق الضّالّة المضلّة، أهلك الله أسرارهم، ومحا من وجه الأرض آثارهم بسيوف الملوك العثمانية السنية المؤيّدة بالقوة القدسيّة، لا زالت سيوفهم مسلولة عليهم وعلى أمثالهم من أعداء الدين.

وجنيد هو أوّل من ظهر بالبغي (٣٥٣) والتمرّد، وطائفته يسمّون بقزلباش، فهو أول الفرقة القزلباشية، ومنه ثار العدوان لأهل الإيمان، فتملّك العراق بكيده وحيله الّتي لم


(٣٤٨) في ط: «لا تباع».
(٣٤٩) في الأصول: «برين» والتصويب من الإعلام.
(٣٥٠) في الإعلام ص: ٢٧٧: «عند انكساره».
(٣٥١) كذا في الأصول والصّواب: النّهروالي في الإعلام بأعلام بيت الله الحرام كما سبق التّنبيه إليه والمؤلف نقل ما في الإعلام مع اختصار قليل لبعض الفقرات ص: ٢٧١ - ٢٧٧.
(٣٥٢) علي دده بن مصطفى الموستاري، ثم السكتواري علاء الدين، الملقب بشيخ التربة، فاضل بوستوي مستعرب (ت.١٠٠٧/ ١٥٩٨) ولما فتح السّلطان سليمان العثماني قلعة سكتوار من بلاد المجرومات بها، أقيم علاء الدين شيخا لتربته، فلقب بشيخ التربة، وتوفي عائدا من غزوة، فنقل إلى سكتوار ودفن بها. وكتابه محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر، مطبوع ولم نره وممّا طبع من مؤلفاته خواتم الحكم، ومن مؤلفاته الباقية تمكين المقام في المسجد الحرام، ومناقب مكة. أنظر الإعلام للزركلي ٤/ ٢٨٧ (ط.٥) وله ترجمة قصيرة في خلاصة الأثر للمحبي ٣/ ٢٠٠.
(٣٥٣) في ط: «الغي».