للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعرب المرتدّين (٦٦)، وفرح بفتح هذا الحصن الحصين كافة المسلمين فإنه يعدّ من جلائل (٦٧) فتوحات الإسلام، لأنّ هذه القلعة كانت من أحكم القلاع الّتي أحكمتها النّصارى وأقواها مكنة وإستحكاما، وأشدّها ضررا على الإسلام.

ومن أعجب الاتفاق (٦٨) أنّ هذه القلعة المنكوسة بنتها النّصارى المخذولون في سنة ثمان وثلاثين وتسعمائة (٦٩)، وأكملوا إستحكامها في ثلاث وأربعين سنة، وفتحت في ثلاثة (٧٠) وأربعين يوما من أيّام محاصرتها بعدد السّنين الّتي أحكم فيها بناؤها كلّ يوم بسنة.

ولمّا تمّ هذا الفتح رآى (٧١) الوزير سنان باشا - رحمه الله - أنّ ترميم (٧٢) هذا الحصن وعمارته وحفظه بالعساكر والآلات الحربية يحوّج إلى مؤونة كبيرة، وخزائن من الأموال كثيرة مع قلّة جدواه (٧٣) وبعده (٧٣) عن الباب العالي، فرآى أنّ الأولى هدمه (٧٣) وتخريبه (٧٣) / حتّى لا يبقى (٧٣) للنّصارى مكمنا، فأمر بهدمه (٧٣) فهدم (٧٣) حجرا حجرا إلى أن وصلوا إلى أساسه (٧٣)، قيل ولم يبق من أثره إلاّ المكان الّذي كان مسكنا لقبطانهم.

وأرسل الوزير المعظم بشائر النّصر إلى الباب العالي حضرة السّلطان سليم - رحمه الله تعالى - وبعده إلى سائر بلاد الإسلام ليأخذ المسلمون حظّهم من الفرح {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ} (٧٤).


(٦٦) في الأصول: «المرتدون».
(٦٧) في ت: «في جملة جلائل»، وفي ط: «في جلة جلائل»، وفي الإعلام: «من أجل فتوحات» ص: ٣٨٠.
(٦٨) في ت: «أعجاب الاتفاق»، وفي الإعلام: «من عجيب الإتفاق».
(٦٩) ١٥٣١ - ١٥٣٢ م.
(٧٠) في الأصول: «ثلاث».
(٧١) ساقطة من ت، وفي ط: «أبان».
(٧٢) في ش: «ترسيم».
(٧٣) في الأصول الضّمير مؤنث، والتّصويب لأنّ الضّمير يعود على الحصن، وبالتأنيث يعود على القلعة والمؤلّف ينقل عن الإعلام ويغيّر قليلا من العبارات ثم لا ينتبه إلى هذا التغيّير فيحدث في تركيبه تحريفا وخلطا.
(٧٤) سورة الرّوم: ٤ - ٥.