للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مدافع من الكبار ومن (١٠٩) الصّغار وضربزانات (١١٠) ما لا يحصى فترك لحفظ تونس من الكبار خمسة وثلاثين مدفعا، وأرسل للباب العالي مائة وثمانين للإستعانة بها على الجهاد في أعداء الدّين.

ولمّا (١١١) فرغ الوزير الأعظم من هذا الفتح الأفخم أنعم على جميع من / بالعسكر من الأمراء والكبراء والبكلاربكية وسائر الزّعماء وأرباب الجوامك والعلوفات بالتّرقيات العظيمة والمناصب الكبيرة لكلّ بحسب سعيه ورتبته، وعرض (١١٢) ذلك على (١١٣) الأعتاب العليّة، وكان مبلغا عظيما من الخزائن العامرة السّلطانية، فقوبل جميع (١١٤) ذلك بالقبول، ووقعت موقع الإجابة في المأمول والمسؤول، كما أنعمت الحضرة العليّة على الوزير بأنواع الإنعامات السّنية والتّرقيات العليّة زيادة على أجره المشكور لبذل نفسه في نصرة الدّين وأمواله لعساكر المسلمين، وأخذ ثأر المسلمين من الكفرة الملحدين بهذا الفتح العظيم، الّذي أجراه الله على يديه السّعيدة، ومساعيه الحميدة.

ثم عاد حضرة الوزير الأعظم (١١٥) الأكرم بمن معه من عساكر الباب العالي إلى الحضرة العلية (١١٦)، وصحب معه كبير النّصارى ومحمّد الحفصي (١١٧)، فكان آخر العهد به، وقيل حبس في القلال السبع إلى أن مات بها، وأذن لسائر العساكر المنصورة وسائر الأمراء والبكلاربكية بالعود إلى أوطانهم وأماكن حكوماتهم مثل أمراء الجزائر وطرابلس ومصر، وورد الوزير الأكرم على الباب العالي الأفخم بمن معه ممّن يسدّ الثّغر، فقبّل قوائم سرير السّلطنة، فجلس السّلطان الأكرم والمقام الأعظم والسّلطان الأفخم، سلطان


(١٠٩) في المؤنس: «غير الصّغار» وغير موجودة بالإعلام.
(١١٠) في الأصول: «الزرابزن»، وفي المؤنس: «زرابز»، وصوّبناها كما سبقت الإشارة، هذه الكلمة في مكانها هذا زائدة عن الإعلام، والمؤلّف فيما يبدو ناقل عن المؤنس ص: ١٩٤ - ١٩٦، فقد جاءت فيه الألفاظ كما عند المؤلّف مثل «ترحالة» و «أولونة» و «أسيس».
(١١١) رجع إلى النّقل من الإعلام ص: ٣٨٥.
(١١٢) في الأصول: «أعرض».
(١١٣) كذا في ش، وفي ب وط: «من».
(١١٤) ساقطة من ش.
(١١٥) ساقطة من ط وت.
(١١٦) إنتهى نقله من الإعلام ص: ٣٨٦.
(١١٧) أخذها عن المؤنس ص: ١٩٩، وعن فتح العساكر العثمانيّة بقيادة الوزير سنان باشا لتونس وحلق الوادي والقضاء على الإحتلال الأسباني، أنظر الإعلام ص: ٣٦٩ - ٣٨٥ والمؤنس ١٨٥ - ١٩٩.