للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأحرقت الأبواب ونهبت الأسواق، وحاصر من بالقصبة، وحضر جميع عساكر تونس لقتال علي باي، وخرج في ذلك العسكر الدّاي الجديد ساقصلي، وخرجوا بأموالهم وأولادهم فبلغ علي باي الخبر قبل الوصول فجدّ في سيره، وبعث إلى أكابر المحلّة وأخبرهم بالقصّة فأعطوه عهودهم فوعدهم بزيادة (٢٢٥) خمسة نواصر [ترقيا] لكلّ واحد، ورحل إلى الفحص، فالتقى هناك بالمحلّة الخارجة من تونس ومعها محلّة من القيروان وغيرها من الكاف وصفاقس وعربان (٢٢٦) في أوائل محرّم سنة تسع وثمانين (٢٢٧) وألف، فلمّا التقى الجمعان صار النّاس على كلمة واحدة، فلمّا تحقّق علي باي خدعتهم رجع على عقبيه بمن معه من الصبايحية والزمول واجتمع العسكران، وبعثوا إلى محمّد باي وملّكوه أمرهم فرحل بهم في أثر أخيه وقد تمسّح (٢٢٨) أمامهم إلى مكان يعرف / بالمنزل، فلمّا توسّطوا كرّ علي بمن معه وصدقوا (٢٢٩) الحملة فبدّد شملهم، ومات خلق كثير وغنم كثيرا وقطع رؤوس القتلى وحملها على الجمال وبعث بها إلى تونس فوضعها بباب القصبة، ومات ساقصلي أكبرهم.

ثمّ جاءته رسل القيروان لطلب العفو فعفا (٢٣٠) عنهم ورحل ونزل قريبا منهم وأمّنهم ما عدا إبن الشاطر الّذي دعاهم (٢٣١) إلى النفاق، فلم يعف عنه فمات في سجنه، ثمّ كرّ راجعا إلى تونس.

وبعد استراحته خرج بمحلّة الصّيف المذكورة فخلّص مجباها ورجع لتونس قبل إبّانه ليلتقي بعمّه محمّد الحفصي لمّا أتى من أعتاب الحضرة العليّة العثمانيّة مستنصبا بالباشوية (٢٣٢) وصام رمضان بتونس، وعيّد وتوجّه إلى المنستير وقد استنفر لها [جمعا] (٢٣٣) من كلّ مكان، فنزل قريبا منها وحاصرها، وقطع ما قدر عليه من


(٢٢٥) في الأصول: «بطاراق» والتّصويب من المؤنس ص: ٢٦٥.
(٢٢٦) بعدها في المؤنس: «اجتمعت معهم من الاقليم لا يعلم قدرهم إلاّ الله».
(٢٢٧) ٢٣ فيفري ١٦٧٨ م.
(٢٢٨) في المؤنس: «انسحب».
(٢٢٩) في المؤنس: «وصادق بعضهم بعضا في القتال» ص: ٢٦٥.
(٢٣٠) في الأصول: «فعفى».
(٢٣١) في المؤنس: «الذي دعم أساس النفاق» ص: ٢٦٦.
(٢٣٢) في المؤنس: «مستوليا على منصب الباشوية».
(٢٣٣) إضافة من المؤنس ص: ٢٦٧.