للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزواوة، وركّبوا عليها المدافع، ثم نصبوا ديوانا آخر بجامع الزيتونة واجتمع فيه ضعف ما كان اجتمع بباب القصبة، ووقع الإجماع من جميع الناس بالتّصريح بالقتال والحرب.

ومن جملة ما كان بذلك اليوم / أن قرأوا الأوامر العثمانية مضمونها تقرير البلاد لأحمد شلبي ورفع يد الأخوين، ولمّا تقوى أمر أحمد شلبي وضبط الجنود تزاحمت عليه الوفود.

وفي أواسط رمضان من السّنة المذكورة (٣٥٦) نزل الأخوان والنّصرة بالقنطرة ثم وقعت محاربة بينهم وبين أهل تونس، ومات من الفريقين جمع كثير.

وفي ذلك اليوم ازداد المدد من الجزائر، وميّز أحمد شلبي رجاله بسانية الجربي، وقبل ذلك بيسير رحل (٣٥٧) أولاد سعيد ونزلوا سيدي حسن السيجومي، فأرسل خلفهم أحمد شلبي الصبايحية تركا وعربا ليأخذوهم، فلمّا رآى (٣٥٨) أولاد سعيد الإحاطة بهم أذعنوا وانقلبوا للجبل الأخضر، وخرج لهم الطرابلسيون والجباليون وعقدوا لهم عهودا وتحالفوا على ذلك.

ثمّ رحل أولاد سعيد من الجبل الأخضر فنزلوا على ساحل البحيرة من جهة الزّلاّج (٣٥٩)، إلى محلّ القصّارين من باب البحر، واستباحوا غابة الزيتون وثمر البساتين، ولم يبق لأهل الأملاك تصرّف في أملاكهم.

وفي أربعة وعشرين من شوّال سنة ستّ وتسعين وألف (٣٦٠) نزل الأخوان بمحالهم ونصرتهم بسانية الجربي، وانتصبت المحال من باردو لسيدي حسن السّيجومي، وتقاتل (٣٦١) ذلك اليوم الفريقان من الضحى إلى العصر، وماتت أمم من الفريقين، ومكثوا كذلك حينا من الزّمان والحرب بين الفريقين سجال فيوم لقوم ويوم لآخرين إلى أن دخلت السّنة السّابعة بعد التّسعين والألف.

ففي ربيع الثّاني (٣٦٢) وردت مكاتيب من أكابر الجزائر يخاطبون أحمد شلبي /


(٣٥٦) ١٥ أوت ١٦٨٥ م.
(٣٥٧) في الأصول: «دخل» والتّصويب من الحلل ٢/ ٥٢٠.
(٣٥٨) في الأصول: «رأووا».
(٣٥٩) في الأصول: «الجلاز».
(٣٦٠) ٢٣ سبتمبر ١٦٨٥ م.
(٣٦١) في ش: «تقاتلا».
(٣٦٢) في ٢٢ منه / ١٨ مارس ١٦٨٦ م.