للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات لتلميذ أبي يوسف الدّهماني ولد فجزع عليه، فقال الشّيخ: قم بإذن الله فقام وعاش طويلا، وسقط من سطح القاري (٤٢) طفل فمات فدعا الله فأحياه.

النّوع الثّاني: كلام الموتى وهو أكثر مما قبله بكثير، ووقع ذلك للجيلاني ولجماعة أخرى منهم بعض مشايخ السّبكي، وقال: كان جدّنا يخاطب الإمام الشّافعي فيكلّمه من قبره.

النّوع الثّالث: إنفلاق البحر وجفافه والمشي عليه، وذلك كثير، وممّن وقع له ذلك إبن دقيق العيد.

الرّابع إنقلاب الأعيان: ومنه ما نقل عن المختار / اليمني أنّه أرسل إليه بعض المستهزئين بإنائين من خمر فصبّ من أحدهما عسلا ومن الآخر سمنا وأطعم الحاضرين.

الخامس: إنطواء (٤٣) الأرض لهم، حكوا أنّ بعضهم كان بجامع طرسوس فاشتاق إلى زيارة الحرم فأدخل رأسه في جيبه ثمّ أدخلها في الحرم. والقدر المشترك في هذا بالغ مبلغ التواثر، ولا ينكره إلاّ مباهت (٤٤).

السّادس: كلام الحيوان والجماد، ولا شك في كثرته، ومنه أنّ إبن أدهم قعد تحت شجرة رمّان، فقالت: يا أبا إسحاق أكرمني بأكلك منّي فأكل منها، وكان رمّانها حامضا فحلى، وحملت في العام مرتين، وسمّيت رمّانة العابدين.

وأراد الشبلي أن يأكل من شجرة فلمّا مدّ يده قالت: لا تأكل منّي فأنا اليهودي.

وجاء العمدلي (٤٥) رجلان يختصمان في بقرة، وكان قاضيا بالصّعيد، فأقام كلّ منهما بيّنة أنّها له، فقالت له: أنا لفلان.

قال ومن ذلك أنّ جدنا (٤٦) الشرف المناوي زار الشرف الأنصاري وجلس معه بمنطرة (٤٧) بيته ببولاق فشكى إليه كثرة زرق (٤٨) الطّيور على الكتب والفرش، فرفع رأسه إليها وقال: يا أيّها الطّيور لا تحوموا حول هذا الحمى إلاّ بخير، فلم تعد بعد ذلك.


(٤٢) في ش: «الغارفي»، وفي ط: «الغار بطبل».
(٤٣) في ش: «انزواء».
(٤٤) في ت: «مناهب» في ش: «مباهب» وفي ط: «متاعب».
(٤٥) في ط وت: «الغمرلي».
(٤٦) في ط: «خبرنا».
(٤٧) في ط: «بنظره».
(٤٨) في ط: «زق» وهي المعنى العامّي لزرق. وزرق الطّائر رمى بما في جوفه.