للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويتبعهم ويكتب عنهم، وأخذ من عيسى بن مسكين الإجازة (١١٣)، وكتب عن أبي بكر ابن اللباد، وأقام عنده مدّة وكان به معجبا.

ومدّة إقامته بالقيروان للسّماع عن إبن اللبّاد كانت عنده جرادق (١١٤) من دقيق شعير يفطر كلّ ليلة على واحدة ويشرب من بئر روطة (١١٥)، فلمّا فرغت جرادقه إنصرف ولم يشتر بالقيروان شيئا (١١٦) ولا يشرب بها إلاّ من بئر روطة.

وكان أكثر دراسته بالسّاحل على أبي عبد الله محمّد بن سهلون الفقيه الزّاهد، صاحب أبي عبد الله محمّد بن عبدوس، وانتفع أيضا بصحبة محمّد بن عبد الرّحيم بن علي بن عبد ربّه، وكان من الحفّاظ.

وكان كثير الصّحبة لأبي يوسف بن مسلم بن يزيد بن ربيعة، وكان أبو يوسف من أهل العلم والفهم والعبادة والورع، وكان أبو يوسف هذا قد لقي جماعة من أصحاب سحنون، ولقي بمصر أصحاب الحارث بن مسكين، وكتب عنهم، ولقي بمكة / إبن الجارود النيسابوري (١١٧) وإبن المنذر (١١٨) والخزاعي (١١٩) والجندي (١٢٠) والمغربي وغيرهم، وكتب عنهم، وأبو يوسف هذا أخوه مسرّة بن مسلم وهو أكبر منه، وهم أهل بيت وعلم وقرآن وعبادة، محمّد وأبو يوسف وأحمد ويزيد ومسرّة كلهم ممّن سمع العلم وتعبّد، وكان أكثر منفعتهم بابن عاصم الذي إنتفع به أبو إسحاق.


(١١٣) في المناقب: «أجازه».
(١١٤) جمع جردقة وهي خبز شعير ينضج في المنزل لا في الفرن، وخبز القمح يسمّونه مبسوط بالتّأنيث والتّذكير.
(١١٥) ما زالت موجودة إلى الآن بالقيروان في علو.
(١١٦) في المناقب: «شيئا يؤكل». ص: ٨.
(١١٧) في الأصول: «ابن الجارود والنيسابوري» والتّصويب من المناقب ص: ٩، والنيسابوري هو عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري أبو محمد، المجاور بمكة، من حفاظ الحديث، ووفاته بمكة ٣٠٧/ ٩٢٠، له المنتقى في الحديث، وهو مطبوع (الإعلام ٤/ ١٠٤).
(١١٨) محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبو بكر، فقيه مجتهد، من الحفاظ، كان شيخ الحرم بمكّة، قال الذهبي: إبن المنذر صاحب الكتب لم يصنف مثلها منها «المبسوط في الفقه» و «الأوسط في السنن» و «حد الإجماع والإختلاف» و «الإشراف على من أسب أهل العلم» و «تفسير القرآن» وغير ذلك، وتوفّي بمكة سنة ٣١٩/ ٩٣١ م (الإعلام ٥/ ٢٩٤ - ٢٩٥).
(١١٩) لعله أبو القاسم أحمد بن علي الخزاعي الراوي عن الهيثم بن كليب عن الترمذي كما في برنامج الوادي آشي ص: ٢١١، عند الكلام عن الشمائل للترمذي.
(١٢٠) المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي الشعبي، أبو سعيد، مؤرخ يماني الأصل، كان محدث مكة وتوفي بها سنة ٣٠٨/ ٩٢٠ م من كتبه «فضائل المدينة وفضائل مكة» الإعلام ٧/ ٢٨٠.