للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحب أبو إسحاق غير هؤلاء فإنه قال: لقد أدركت هذا السّاحل وما منه قرية إلاّ بها رجل من أهل العلم أو من أهل القرآن أو رجل صالح يزار.

وعن عيسى بن ثابت قال: يقول أبو إسحاق: انصب شبكتك على هذا البحر، فلا بدّ أن يقع في يدك طائر فاره، يريد أن يقع في يدك رجل ينتفع به لكثرة من كان يرد الحصون من الصّالحين.

ولقد كان بقصر زياد المرابط من أصحاب سحنون أربعة عشر رجلا منهم ثابت بن سليمان وهو جليل في أصحاب سحنون.

قال يحيى بن عمر (١٢١): إذا رأيت محمّد بن سحنون [يقول] (١٢٢): حدّثني الثّقة عن سحنون، فهو ثابت بن سليمان.

وسكن يحيى بن زكرياء الأموي صاحب أبي مصعب (١٢٣) بقصر زياد، وكانوا يسمّون قصر زياد دار مالك لكثرة من كان به من أهل العلم ذلك الزمان، وكان قد سكنه أبو الحارث ليث بن محمّد، وحمدون بن مجاهد، ومحمّد بن الأنباري (١٢٤) نشر مصحفا يقرأ فيه فمات من خشية الله، وسكنه قبلهم عبد الرّحيم الزاهد، وعبد الرّحيم بن علي، وصام بقصر زياد سحنون خمسة عشر رمضانا (١٢٥)، وكان محمّد بن سحنون لا يكاد ينقطع عنه.

قال أحمد / بن حبيب (١٢٦) - وكان من أهل العلم - قال لي أبو إسحاق: أتدرس في هذا الوقت العلم؟ قلت: نعم! قال: فتجتمعون للمذاكرة؟ قال: قلت نعم! قال: إنما العلم بالمذاكرة، لقد كنّا نحن نجتمع، ولقد ألقينا المدوّنة في شهر، ندرس النّهار ونلقي بالليل، فما علمت أنّا نمنا في ذلك الشّهر، ثمّ قال لي: أي كتاب في أيديكم تدرسون؟ قلت: العتق الأوّل (١٢٧)، قال: فألقى علي من أوله، وسرد المسائل حتى كأنّ الكتاب


(١٢١) في الأصول: «يحيى بن عمران» والتّصويب من المناقب ص: ١٠.
(١٢٢) إضافة من المناقب يقتضيها السّياق.
(١٢٣) أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زراة بن مصعب بن عبد الرّحمان بن عوف الزهري المالكي (ت. ٢٤٢ بالمدينة) الدّيباج ١/ ١٤٠ - ١٤١.
(١٢٤) في ش: «الانبري» وفي ط وب «الانيري» وفي ت «الايزري».
(١٢٥) في الأصول والمناقب: «رمضان».
(١٢٦) في الأصول: «أحمد بن أبي حبيب» والتّصويب من المناقب ص: ١١.
(١٢٧) أي من المدونة.