للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقول الهدى، فدعا (٥٠٢) عليهما الشيخ العبيدلي بالقلّ والذّلّ، وفاتتهما (٥٠٣) سعادة الدّارين وفرحا بالغنيمة وحسباها لهما خاصة، فكان من قضاء الله تعالى أن كلّ من قرب لشيء من أمتعة النّاس وجد عنده أسدا، وما كان أخذاه في أوّل الأمر مهما فتحاه وجدا فيه حيّة، فرميا كلّ ما بأيديهما ورجعا خائبين، وسلّم الله القفل لأهله.

وينسب للشيخ سيدي إبراهيم في هذا المعنى شعر على مقتضى أشعار هذه البوادي وهو كلام طويل فمن جملة قوله - (رحمه الله تعالى) - (٥٠٤):

فإذا بقفل محدور (٥٠٥) آخذ ثنية ... واحد يبيع وذا يحب شراه

وكان غفير القوم ولد العبيدلي ... سيدي علي عمل فرد رجل معاه

مصحوب للمحرس باغين شورها ... فيها كان (٥٠٦) السوق زمن مضاه

أتى قبل العلويين (٥٠٧) تجار صبرة ... بجلد يسير (٥٠٨) والنحاس معاه

غاروا عليهم وفي الحين سلموا ... أخذوا القفل وربطوا رؤساه

طلع الفقير وقال بالله أقصروا ... القفل غفرت وأنا مولاه

وإذا وهمتم في فإني العبيدلي

إلى آخر ما هو مذكور فيه إلى أن قال:

والله يا ذا الشيخ نبغي غرارتك ... وحبّ السبحة والذكر قد رمناه

لوح له السبحة ولبس الغرارة ... وشوق بذكر الله وثار معاه (٥٠٩)

وما زال ذاك الحين داهش ويذكر ... حتى وعد الصالحين رآه

فلمّا رأى الرفقاء ما صار بينهم ... بهتوا ولا عاد منهم من يردّ نباه

أومأ إليهم فجاءوه يركضون ... وكلّ من بخه (٥١٠) بريق شفاه


(٥٠٢) في ش: «فدعى».
(٥٠٣) في الأصول: «فاتهما».
(٥٠٤) ما بين القوسين ساقط من ط وت وب.
(٥٠٥) في ت وط: «محدر»، وفي ب: «محادر أخذ ثنية».
(٥٠٦) ساقطة من ب.
(٥٠٧) كذا في ط، وفي بقية الأصول: «العلوين».
(٥٠٨) في ط وب: «ياسر»، وفي ت: «كثير».
(٥٠٩) في ط: «ثار معناه».
(٥١٠) أي رشه.