للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأبيت وقبلت عذرك، وعملت لك بعد ذلك ربيعة فلم تقبل، فأنا أعمل لك نصف دينار كلّ يوم لأنّ عندك عيالا كثيرة، وقد سمعت أنّك تخرج تحرث وللعرب، فقال الشّيخ: أمّا خروجي للعرب فلا بدّ منه ولو لم يكن لي زرع لأنّي نذبّ عن النّاس، وأما كوني نأخذ منك فلا أفعل، ولو كان عندي مال لأعنتك به، ولو كان فيّ شجاعة لقاتلت معك المحاربين، فأنا لا أعطيك مالا ولا أقاتل معك بنفسي وآخذ منك وبركة هذا الشيخ لا أفعل، فلمّا خرج السّلطان قال: هذا الشّيخ ما رأيت مثله، كنت جاهلا به.

مات - رحمه الله تعالى - يوم السّبت الثّاني عشر من صفر سنة إثنتين وثمانين وسبعمائة (٥٤٢)، ودفن صبيحة يوم الأحد من الغد بدار الشّيخ أبي محمّد بن أبي زيد في مقصورته قدّام بابها (٥٤٣).

وكان الشّيخ أبو بكر القرقوري - رحمه الله - ممّن قرأ بزاوية الشّيخ الجديدي وهي المشهورة الآن بزاوية الشّيخ سيدي عبيد [بن] يعيش الغرياني، لأنّ الشّيخ الجديدي لمّا توجّه إلى الحجّ أقامه بها.

ومات الشّيخ الجديدي بالحرم الشّريف بمكّة أواخر سنة ستّ وثمانين وسبعمائة (٥٤٤) ودفن بباب المعلى.

ونقل إبن ناجي أنّ كلّ بلدة من عمالة القيروان فغالب الحال أنّ فقيهها قرأ بالزّاوية، ويصل النّاس إليها / من أقصى المغرب يقرؤون بها.

والشّيخ الفقيه الصّالح أبو عبد الله محمّد بن زيد (٥٤٥) صاحب قصر المنستير هو من أصحابه قديما، يعني أصحاب الشّيخ الجديدي، وسلك في قصر المنستير طريق الشيخ إبتداء وانتهاء، فعنده من الفقراء نحو المائة، وزاد أنّه جمع لهم من الرّبع ما يقوم بهم أو يقارب، وكذلك الشّيخ الصّالح أبو فارس عبد العزيز إبن الشّيخ الصّالح عياش (٥٤٦) من


(٥٤٢) ١٧ ماي ١٣٨٠ م.
(٥٤٣) للشيخ الشّبيبي مؤلفات وله ترجمة في تراجم المؤلفين التونسيين ٣/ ١٤٣ - ١٤٧، ويبدو أن المؤلف نقل ترجمته عن تذييل ابن ناجي لمعالم الإيمان ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٦ وسبق أن ترجم له في ١/ ٢٣٥، (النسخة المطبوعة).
(٥٤٤) ١٣٨٤ م.
(٥٤٥) محمد بن أبي زيد المنستيري الإمام الفقيه العمدة الصالح القدوة، واحد كابن عرفة وطبقته، وقبره بقصر المنستير معروف وتاريخ وفاته غير معروف: أنظر شجرة النور ص: ٢٤٦.
(٥٤٦) راجع عنه معالم الإيمان ٤/ ٢٤٠ (ط.١).