للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من سأله (٦٩٣) عن شيء أعطاه ولم يره أحد أدخل حانوته (٦٩٤) شيئا فتعجّب النّاس من أمره وكثر ازدحامهم عليه وقصدوه من جميع الجهات، وربحوا منه ربحا كثيرا فاقت الحصر، فغار منه (٦٩٥) أهل السوق، واشتكوه (٦٩٦) لمراد باي أبي (٦٩٧) حمّودة باشا وقالوا (٦٩٨): هذا رجل أقبلت عليه النّاس، ويخشى منه تغيير (٦٩٩) الدولة، فأمروه (٧٠٠) بالخروج من تونس ويتوجّه حيث شاء.

وكان الشّيخ سيدي علي العيوني (٧٠١) - رحمه الله - بالقيروان / عنده دلاعة محتفظا عليها (٧٠٢)، وكلّما سأله تلاميذه أن يعطيها لهم يقول هي لصاحبها، فلمّا خرج الشّيخ من تونس توجّه للقيروان، فزار السّيّد الصاحب ثمّ توجّه للشّيخ العيوني، فلمّا رآه من بعيد قادما عليه قال لتلاميذه: هذا صاحب الدّلاّعة قد أتى، فلمّا وصل سلّم على الشّيخ العيوني ففرح به وأخذ سكّينا وقطع الدّلاّعة قطعا بقدر ما تدخل فيها اليد، فجعل يعصرها في قشرها حتّى صارت ماء فقال: افتح فاك وسقاه جميع ما فيها فخرج وقد أخذه من الحال ما أدّى إلى نبذ ثيابه من فوق جسده، وكان نقي البشرة فجعل النّاس يسترونه وهو يلقي ما يوارونه به، وصار يدور بالأزقّة وهو غير مالك نفسه فغيّر الله بياض بشرته ببعض سواد سترا لجماله.

ولمّا دخل حمودة باشا بن مراد للقيروان، وبين يديه شاويشه لمنع النّاس من الطّريق، لقي الشّيخ بالطّريق فأمره بالتنحّي عن الطّريق أوّلا وثانيا وثالثا وهو لا يلتفت إليه ولا يشعر به فضربه بقضيب بيده (٧٠٣) ثلاث ضربات فذهب الشّيخ ولم يقدر الشاويش على الإنتقال من موضع ووقف فرس الباشا ولا علم عنده بما صدر من


(٦٩٣) في ت: «يسأله».
(٦٩٤) في ت: «للحانوت»، في ب: «حانوت».
(٦٩٥) يقصد حسدوه، وفي ت: «فعرموه».
(٦٩٦) في ط: «واشتكوا به».
(٦٩٧) في ت: «والد».
(٦٩٨) في ت: «وقالوا له».
(٦٩٩) في ط: «تغير».
(٧٠٠) في ط: «فأمره».
(٧٠١) في ت: «العويني».
(٧٠٢) ساقطة من ط.
(٧٠٣) ساقطة من ط.