للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشّاويش (٧٠٤) فسأل وقال هذه القيروان بلاد الصّالحين ولا ندري كيف الحال، فعرّفوه بما صدر من الشّاويش، فقال: وأين الذي ضربتموه؟ فقالوا: إنه يذهب للشّيخ العيوني، فنزل عن فرسه وأتى الشّيخ (٧٠٥) معتذرا يقبّل اليد والرّجل ويطلب الإقالة والصّفح، فقال: لا أصفح عنك حتّى تذهب معي، فقال: السّمع والطّاعة / فذهب معه إلى مكان الزّاوية الآن فقال له: تبني لي هاهنا زاوية، وحدّد الشّيخ طولها وعرضها وحرمها من المكان الذي وقفت فيه الفرس، فأجابه لما طلبه، فاشترى الأماكن التي أخذها الحدّ، فكانت إحدى عشرة دارا، فجعلت زاوية.

ولمّا خرج القائد سعيد بن صندل قائد أعراب محلّة الجريد (وخلصت مجابي الجريد) (٧٠٦) طلب من كبير عساكر الترك أن يأخذ معلومه من المجابي، فأبى عليه كبير العسكر، فتشاجر إلى أن اغتاظ كبير العسكر، فاستلّ سيفه وضرب رأس القائد سعيد فقطع قطعة من رأسه لم تنفصل، فصاح القائد: يا رجال الله، فتقدّم إليه رجل ومسك القطعة وردّها إلى موضعها فصارت كما كانت، فقال: يا سيدي بالله عليك إلاّ ما عرّفتني من أنت؟ فسأله بالله ورسوله والكعبة المشرّفة وطلب له من الله حسن الختام، فبكى وقال: سألتني بالله الذي لا يغيب عن قلبي، وبرسول الله وهو لا يغيب عن بصري، وبالكعبة وأنا لا أصلّي إلاّ بها، ودعوت لي بحسن الختام وهو الموقف الصعب الهائل فلذا أبكاني وقد خاف منه فحول العلم والعمل، فأنا علي الوحيشي بالقيروان (٧٠٧)، فلمّا رجع دخل القيروان، وسأل عن (٧٠٨) الشّيخ، فلمّا رآه عرفه فحبّس على الزاوية حمّاما وهنشيرا وغير ذلك من الرّباع سنة إحدى وستّين وألف (٧٠٩).

ثمّ إن الشّيخ كثرت كراماته، وشاعت بركاته، فقصد النّاس الشّيخ بالزّيارة واحتاجت الزّاوية للسّماط، فقام بذلك أخوال الشّيخ من ذرّيّة الشيخ عطاء الله، فقاموا / بذلك حقّ القيام، فتولّوا قبض مدخولها وبسط مخروجها، ومشى حال الزّاوية، فلمّا سمع بذلك عمّه الحاج منصور قدم إليه بولده سيدي سعيد فقام بالزّاوية عوضا عن أخوال الشّيخ.


(٧٠٤) في ت: «الشاوش».
(٧٠٥) في ت: «أتى إلى الشيخ».
(٧٠٦) ما بين القوسين ساقط من بقية الأصول.
(٧٠٧) في ت: «بمدينة القيروان».
(٧٠٨) في ط وب: «على».
(٧٠٩) ١٦٥١ م.