للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشهادتين، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوصية بتقوى الله، والموعظة وقراءة شيء من القرآن ولو آية (١). «وللأسف أن البعض من الخطباء يختصر في الخطبة الثانية اختصارًا مُخِلًّا، وتصبح الخطبة الثانية ألفاظًا تُردد وتعاد ويقتصر فيها على الدعاء، مع أن الخطبة الثانية لا تختلف في أصل السنة عن الأولى، وينبغي أن يتنبه لهذا الأمر وينوع الخطيب، فتارة يجعل الخطبة الثانية مكملة للخطبة الأولى، وتارة مساوية لها، وتارة أنقص منها، وتارة في موضوع آخر، كل هذا لا بأس به وإن ما يخشى هو التزام طريقة واحدة يفهم عامة الناس من خلالها أنها هي السنة وما عداها مخالف لها» (٢).

والدعاء في آخر الخطبة ليس شرطًا من شروطها ولا كان السلف يواظبون عليه، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الدعاء في آخر الخطبة: «وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فتركه هو السنَّة، إذ لو كان شرعًا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به، ولا نقول: إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول: إنه من الجائز، وحينئذ لا يتخذ سنة راتبة يواظب عليه، لأنه إذا اتخذ سنة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف


(١) ومن أراد التفصيل في الأقوال والأدلة، فليراجع كتاب الشامل في فقه الخطيب والخطبة (ص: ١٨٧ - ١٩٤).
(٢) الشامل في فقه الخطيب والخطبة، للشيخ سعود الشريم (ص: ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>