للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: «السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّه الصَّالِحِينَ» (١).

وكان ابن عمر يذهب إلى السوق ليس له حاجة إلا السلام، روى البخاري في الأدب المفرد من حديث الطفيل بن أُبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا يسلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يومًا، فاستتبعني إلى السوق فقلت: ما تصنع بالسوق؟ وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا هنا نتحدث، فقال لي عبد الله: يا أبا بطن! - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقينا (٢).

أما المصافحة فقد وردت الأحاديث بفضلها وتشرع عند كل لقاء، فقد روى أبو داود في سننه من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» (٣).

وروى الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّه! الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي


(١). الأدب المفرد للإمام البخاري ص (٤٠٧) برقم (١٠٥٥)، وحسن إسناده الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح الأدب، وحسنه الحافظ في فتح الباري (١١/ ٢٠).
(٢). الأدب المفرد للإمام البخاري بتحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ص (٣٨٥ - ٣٨٦) برقم (١٠٠٦)، وقال: حديث صحيح.
(٣). برقم (٥٢١٢)، وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- كما في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٧٩) برقم (٤٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>