للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قَالَ: «لَا»، قَالَ: أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» (١).

وفي الحديث الآخر عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك: هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم (٢).

أما المعانقة، فتشرع عند القدوم من السفر، أو بُعد العهد .. ونحو ذلك.

سُئل الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- عن المعانقة (٣)

والقيام؟ فقال: أما إذا قدم من سفر فلا أعلم به بأسًا إذا كان على التدين يحبه في الله، أرجو لحديث جعفر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتنقه وقبل بين عينيه (٤).

قال البغوي -رحمه الله-: «ويكره من المعانقة والتقبيل ما كان على


(١). برقم (٢٧٢٨)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
(٢). صحيح البخاري برقم (٦٢٦٣).
(٣). العناق: بكسر العين، الالتزام وهو المعانقة، وقد عانقه إذا جعل يده على عنقه وضمه إلى نفسه، قاله الجوهري، الآداب الشرعية للحجاوي ص (٢٤٠).
(٤). مستدرك الحاكم (٣/ ٥٢٩) برقم (٤٣٠٨) وهو مرسل، قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: هذا وقد كنت منذ بعيد لا أرى تقبيل ما بين العينين لضعف حديث جعفر هذا بسبب الإرسال، وعدم وقوفي على شاهد معتبر له، فلما طبع المعجم الكبير ووقفت فيه على إسناده من طريق أنس بن سليم، وعلى ترجمته عند ابن عساكر وتبين لي أنه شاهد قوي للحديث المرسل، رأيت أنه من الواجب علي نشره في هذه السلسلة أداء للأمانة العلمية، ولعلمي أن الكثيرين من أمثالي لم تقع أعينهم عليه فضلًا عن غيرهم، فأحببت لهم أن يكونوا على بصيرة منه، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، السلسلة الصحيحة (٦/ ٣٣٨) برقم (٢٦٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>