للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشام، قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدَّث، فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي، فسر يومًا أو يومين، فسار معهم، فقتله الله (١).

ويظهر في الموقف السابق شجاعة سعد وشدته على الكافرين، واعتزازه بدينه، فمع أنه بمكة لوحده، إلا أنه كان يهدد سادات قريش في عقر دارهم.

المثال الثالث: لما قدم عمر الشام، عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره، ونزع موقيه (٢)، فأمسكهما بيده وخاض الماء ومعه بعيره، فقال له أبو عبيدة: قد صنعت اليوم صنيعًا عظيمًا عند أهل الأرض، صنعت كذا وكذا، قال: فصك في صدره، وقال: أَوَّهْ (٣)، لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذل الناس،


(١). برقم ٣٦٣٢.
(٢). الموق الخف، النهاية (٤/ ٣٧٢).
(٣). كلمة توجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>