الثالثة: أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك، وأنه هو الذي تفرد بالإيثار لا أنت، فكأنك سلمت الإيثار إليه، فإذا آثرت غيرك بشيءٍ، فإن الذي آثره هو الحق لا أنت، فهو المؤثر على الحقيقة، إذ هو المعطي حقيقة.
من الأسباب التي تعين على الإيثار:
١ - تعظيم الحقوق: فإن من عظمت الحقوق عنده قام بواجبها ورعاها حق رعايتها، واستعظم إضاعتها وعلم أنه إن لم يبلغ درجة الإيثار لم يؤديها كما ينبغي، فيجعل إيثاره احتياطًا لأدائها.
٢ - مقت الشح: فإنه إذا مقته وأبغضه التزم الإيثار، فإنه يرى أنه لا خلاص له من هذا المقت البغيض إلا بالإيثار.
٣ - الرغبة في مكارم الأخلاق: وبحسب رغبته فيها، يكون إيثاره؛ لأن الإيثار أفضل درجات مكارم الأخلاق.
من المعلوم أن المؤثر لرضى الله متصدٍّ لمعاداة الخلق، وأذاهم، وسعيهم في إتلافه، ولابد، هذه سنة الله في خلقه، وإلا فما ذنب الأنبياء والرسل، والذين يأمرون بالقسط من الناس،