للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتدليس أحد رواته مع ثقته.

ويجتنب قصد السجع في الدعاء، والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد، روى البخاري في صحيحه من حديث عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال له: «فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك- يعني: لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب» (١). ومن الأدعية المخترعة المسجوعة: اللهم ارحمنا فوق الأرض، وارحمنا تحت الأرض، وارحمنا يوم العرض.

ويجتنب اختراع أدعية فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة لما تحدثه من تحريك العواطف، والبكاء، والضجيج، ومنه تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة أوصافًا وتفصيلات يخرج عن مقصود الاستعاذة والدعاء إلى الوعظ، والتخويف، والترهيب، كقول بعضهم وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه تحت الجنادل وحدنا، وفارقنا الأحباب، والأصحاب، وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيبطلها.

ويجتنب التطويل بما يشق على المأمومين، وخاصة إن كثيرًا من الأدعية تتكرر، فينبغي الاختصار والحرص على جوامع الأدعية.


(١). برقم ٦٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>