للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه بدليل شرعي، وأنه من سبيل التعبد لدى أهل الأوثان من اليونان، ومبتدعة النصارى، فلا أصل له في الإسلام بإطلاق، فهو إذًا محدث، وكل أمر محدث في الدين فهو بدعة تضاهي الشريعة، فصدق عليه حسب أصول الشرع المطهر اسم (التمثيل البدعي)، وأما إن كان التمثيل في العادات فهذا تشبه بأعداء الله الكافرين، وقد نهينا عن التشبه بهم، إذ لم يعرف إلا عن طريقهم، والنهي عن التشبه بهم أمر بمخالفتهم، وقد نهى الله - سبحانه وتعالى - عن الخوض فيما يخوضون فيه، فقال تعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩)} [التوبة:٦٩].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (١) (٢).

أقوال العلماء فيه: ذهب جمع من أهل العلم المعاصرين كالشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله -، والشيخ حمود التويجري - رحمه الله - .. وغيرهم إلى تحريم التمثيل.


(١). مسند الإمام أحمد (٢/ ٩٢)، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥٠٩): إسناده صالح.
(٢). التمثيل: حقيقته - تاريخه - حكمه، للشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - ص ٢٨ - ٣١ باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>