للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحبي، فأقمت بها وبعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إني لفي رأس عذق (١) لسيدي أعمل فيه بعض العمل، وسيدي جالس، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه، فقال: فلان، قاتل الله بني قيلة (٢)، والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم، يزعمون أنه نبي.

قال: فلما سمعتها أخذتني العُرواء (٣)، حتى ظننت سأسقط على سيدي، قال: ونزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟

قال: فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا! أقبل على عملك، قال: قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبته عما قال.

قال سلمان - رضي الله عنه -: وقد كان عندي شيء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء، فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي


(١) العذق: بالفتح، النخلة. انظر النهاية (٣/ ١٨١).
(٢) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦٥٤): قيلة: بفتح القاف وسكون الياء وهي الجدة الكبرى للأنصار والدة الأوس والخزرج، وهي قيلة بنت كاهل بن عذرة.
(٣) العُرواء: الرعدة. انظر النهاية (٣/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>