للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكن احتمال فلا يلتفت إليها، ولهذا قطع النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا بقوله حين سُئل عن الرجل يشكل عليه أحدث أم لا وهو في الصلاة فقال: «لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا» (١).

فالقاعدة: أنه إذا وجد احتمال الاشتباه وقوي، قوي تركه، وإن ضعف، ضعف تركه، ومتى لم يوجد احتمال أصلًا فإن تركه من التعمق في الدين المنهي عنه.

أن الواقع في الشبهات واقع في الحرام: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ».

حسن تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم -: وذلك بضرب الأمثال المحسوسة لتتبين بها المعاني المعقولة، وهذه هي طريقة القرآن الكريم، قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَاّ العَالِمُونَ} [العنكبوت:٤٣]. فمن حسن التعليم أن المعلم يقرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ».

هل يؤخذ من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى» إقراره للحمى؟

الجواب: أن هذا باب من الإخبار والوقوع، ولا يدل على


(١) صحبح البخاري برقم ١٣٧، وصحيح مسلم برقم ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>