للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تستعمل علي زيدًا (١)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «امْضِ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ خَيْرٌ» (٢).

وعقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة - رضي الله عنه -، وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير - رضي الله عنه -، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، فأسرع الناس بالخروج وعسكروا بالجُرف (٣).

وصول جيش المسلمين إلى معان (٤):

تحرك جيش المسلمين من المدينة إلى عدوهم في الشام، وبينما هم في الطريق إذ سمع بمسيرهم عدوهم، فجمعوا لهم، وقام فيهم شرحبيل بن عمرو فجمع أكثر من مائة ألف مقاتل، وقدَّم الطلائع أمامه، فلما نزل المسلمون معان من أرض الشام


(١) لم يبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة - رضي الله عنه - في سرية إلا أمره، فقد روى الإمام أحمد في مسنده برقم ٢٥٨٩٨، وقال محققوه: إسناده حسن إن صح سماع البهي من عائشة - رضي الله عنها -، أنها قالت: ما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمَّره عليهم.
(٢) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ٢٢٥٥١، وقال محققوه: صحيح لغيره.
(٣) الجُرف: بضم الجيم، موضع قريب من المدينة. انظر النهاية (١/ ٢٦٢)، وانظر التفاصيل في سيرة ابن هشام (٤/ ٢١).
(٤) معان: بفتح الميم، مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء. انظر: معجم البلدان (٨/ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>