للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هوازن حتى لقيهم بحنين.

وفيها: أن الإمام له أن يستعير سلاح المشركين وعدتهم لقتال عدوه، كما استعار النبي - صلى الله عليه وسلم - أدراع صفوان وهو يومئذ مشرك.

ومنها: أن من تمام التوكل استعمال الأسباب التي نصبها الله لمسبباتها قدرًا وشرعًا، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أكمل الخلق توكلًا، وإنما كانوا يلقون عدوهم وهم متحصنون بأنواع السلاح.

ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة والبيضة على رأسه، وقد أنزل الله عليه: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:٦٧]، وكثير ممن لا تحقيق عنده ولا رسوخ في العلم يستشكل هذا، ويتكايس في الجواب تارة بأن هذا فعله تعليمًا للأمة، وتارة بأن هذا كان قبل نزول الآية.

ووقعت مسألة في مصر سأل عنها بعض الأمراء وقد ذُكر له حديث ذكره أبو القاسم بن عساكر في تاريخه الكبير (١)

أن


(١) قال محققو الزاد: تاريخ دمشق (٢٢/ ١٤٨)، وأخرجه أيضًا الخطيب في تلخيص المتشابه (١/ ٢٥٢)، من حديث عمار بن ياسر، وإسناده واهٍ، فيه علي بن محمد الحبيبي، قال فيه الدارقطني: ضعيف جدًّا، وكذَّبه أبو عبد الله الحاكم.
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٨٣٨)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم ٣٥٦٩، بإسناد ضعيف، وأخرجه البزار برقم ١٤١٣، والبيهقي في الشعب برقم ٥٦٥١، من الطريق نفسه إلا أن فيه عمار بن ياسر بدل عمر ابن الخطاب. والحديث في إسناده ومتنه اختلاف كثير واضطراب، وليس في سائر طرقه ذكر موضع الشاهد. انظر تهذيب الآثار (٢/ ٨٣٨ - ٨٤٥)، وعلل الدارقطني برقم ٢٣٩، ٥١١، ١١١٩، وأنيس الساري برقم ٣٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>