للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُنْقِذُونِ} من الضرر الذي أراده الله بي {إِنِّي إِذًا} أي: إن عبدت آلهة هذا وصفها {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فجمع في هذا الكلام بين نصحهم، والشهادة للرسل بالرسالة والاهتداء، والإخبار بتعين عبادة الله وحده، وذكر الأدلة عليها، وأن عبادة غيره باطلة، وذكر البراهين عليها والأخبار بضلال من عبدها، والإعلان بإيمانه جهرًا مع خوفه الشديد من قتلهم، فقال: {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}.

فقتله قومه لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم به {قِيلَ} له في الحال {ادْخُلِ الْجَنَّةَ} قال مخبرًا بما وصل إليه من الكرامة على توحيده وإخلاصه وناصحًا لقومه بعد وفاته كما نصح لهم في حياته {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} أي بأي شيء غفر لي، فأزال عني أنواع العقوبات {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} بأنواع المثوبات والمسرات؛ أي: لو وصل علم ذلك إلى قلوبهم؛ لم يقيموا على شركهم.

قال الله في عقوبة قومه: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ} أي: ما احتجنا أن نتكلف في عقوبتهم فننزل جندًا من السماء لإتلافهم {وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} لعدم الحاجة إلى ذلك، وعظمة اقتدار الله تعالى، وشدة ضعف بني آدم، وأنهم أدنى شيء يصيبهم من عذاب الله يكفيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>