١ - يجب أن يُعلم أن خالق الخلق - سُبْحَانَهُ - له الحكمة البالغة في خلقه وأمره، ركب الرجال على خلقة تناسب ما كُلفوا به، وركب النساء على خلقة تناسب ما خلقن له، فمن اهتدى لما خُلق له وُفق في الدارين ونال السعادتين، ومن لم يهتدِ كان دليلًا على انتكاس فطرته ومن ثم فساد الفكر والعمل.
٢ - بين تعالى في آية أخرى ما أجمل في هذه الآية فقال تعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[سورة النساء، آية رقم: ٣٤].
في هذه الآية ذكر تعالى سبب جعل القوامة في الرجل، والقوامة هي الدرجة في الآية السابقة، وأن ذلك لأمرين:
أحدهما راجع إلى أصل الخلقة التي خلق الله عليها البشر، وفي التنزيل المبارك قوله تعالى:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}[سورة آل عمران، آية رقم: ٣٦]. ومن المقطوع به أن الرجل والمرأة لو كانا على خلقة واحدة وطبيعة واحدة لما حصل التجانس بينهما ولوقع التنافر بينهما، وشواهد ذلك ظاهرة فيمن انتكست فطرهم وفسدت تصوراتهم.
وثانيهما: الإنفاق، فالرجل أقدر على ذلك، ثم إنه لا يضيع شيء بسبب قيامه بتحصيل النفقة، أما المرأة فإنها لو ذهبت لتحصيل النفقة فسيقع من إهمالها لوظيفتها التي هي شؤون