للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع الموجودات، ودانت له الخليقة، وخضعت لعظمته، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد. ومن قوته أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم، ومن قدرته وقوته أنه يبعث الأموات بعد ما مزقهم البلى وعصفت بهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين» (١).

أما المتين، فقد قال ابن قتيبة: «الشديد القوي» (٢)، وقال الخطابي: المتين الشديد القوي الذي لا تنقطع قوته، ولا تلحقه في أفعاله مشقة ولا يمسه لغوب (٣).

وفي المقصد: القوة تدل على القدرة التامة، والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى (٤).

قال ابن القيم - رحمه الله -:

وَهُوَ القَوِيُّ لَهُ القُوَى جَمعًا ... تعَالَى اللَّهُ ذُو الأَكْوَانِ وَالْأَزْمَانِ


(١) فتح الرحيم الملك العلام ص ٣٠، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص ١١٠١) بتصرف.
(٢) غريب الحديث ص ٤٢.
(٣) شأن الدعاء ص ٧٧.
(٤) المقصد الأسنى ص ٨١ - ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>