للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا، قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: ٣٠].

وقال سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَاّ مَتَاعُ الغُرُورِ} [آل عمران: ١٨٥].

٢ - زهده عليه الصلاة والسلام في هذه الحياة الدنيا، ورغبته في الآخرة، ففي صحيح البخاري من حديث عمرو بن الحارث، قال: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا أَمَةً، إِلَاّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا، وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا لاِبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً (١).

بل إنه عليه الصلاة والسلام: تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (٢).

٣ - أن موته عليه الصلاة والسلام من أعظم المصائب، ولن يبتلى المسلمون بمصيبة أعظم من وفاته، روى الدارمي في سننه من حديث ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصَابَهُ بِي، فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ» (٣) ليكون ذلك تسلية له في مصيبته.

وروى الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، وَمَا نَفَضْنَا عَنْ


(١) برقم (٤٤٦١).
(٢) صحيح البخاري برقم (٤٤٦٧)، وصحيح مسلم برقم (١٦٠٣).
(٣) (١/ ٥٣) برقم (٨٥) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>