(٢) أفاض المقريزي في خططه ٢/ ٤١٣ - ٤١٧ في وصف هذين القصرين. وقصر بشتاك منسوب إلى بانيه الأمير بشتاك الذي شيده على مساحة كبيرة من الأرض، وبالغ فيه حتى وصفه المقريزي بأنه "من أعظم مباني القاهرة". وله شبابيك من حديد تشرف على شارع القاهرة، وينظر من أعلاه عامة القاهرة والقلعة والنيل والبساتين"، وكان تمام بنائه سنة ٧٣٨ هـ، وعلى الرغم من حسن روائه إلا أن صاحبه "كان إذا نزل إليه ينقبض صدره ولا تنبسط نفسه ما دام فيه حتى يخرج منه. . . فكرهه وباعه لزوجة بكتمر الساقي". أما قصر الحجازية فكان يعرف أولا بقصر الزمرد في أيام الفاطميين، ثم لما كان زمن الأيوبيين اشتراه الأمير بدر الدين بن خطير الحاجب، ثم صار يعرف بقصر قوصون، ثم اشترته خوند تتر الحجازية ابنة الملك الناصر محمد بن قلاوون فبالغت في الصرف عليه وتزيينه، فأصبح ينسب إليها وبنت بجواره مدرستها المعروفة بالمدرسة الحجازية وجعلت القصر وقفًا عليها.