للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيبرس من جهة النساء، وقد اشتغل في مذهب الحنفية فبرع، وأَخذ عن أَكمل الدين وغيره، وكان يجيد البحث مع الدِّيانة والمروءَة والعصبيّة لمذهبه وأَهله. مات في خامس شهر رجب وقد جاوز الخمسين.

٢٧ - محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عيسى بن (١) محمد، الشيخ شمس الدين بن القطان المصري الشافعي، كان أَبوه قطانًا وأَخوه كذلك فاشتغل هذا بالعلم ومهر، ولازم الشيخ بهاءَ الدين بن عقيل وصاهره على بنتٍ له من جارية، وسكن مصر ودرَّس وأَفْتى وصنف وناب في الحكم بآخره فتهالك على ذلك إلى أَن مات في أَواخر شوال، وكان أَخبرني أَن مولده بعد سنة ثلاثين، قرأْت عليه وأَجاز لي. وذكر لي أَنه قرأَ الأُصول على الشيخ عماد الدين الإِسنائي ولم يحصل له سماع في الحديث على قدْر سِنِّهِ، وقد حدّث "بصحيح مسلم" بإِسنادٍ نازلٍ، وسمع معنا على بعض شيوخنا كثيرًا وبقراءتي، وكان ماهرًا في القراءات والعربية والحساب (٢).

٢٨ - محمد بن محمد بن عبد الوهاب المناوي المعروف بالطويل (٣)، شمس الدين، صهر كاتب السر فتح الله، تقدّم بجاه صهره فولى الحسبة ووكالة بيتِ المال ونظر الأَوقاف ونظر الكسوة وتنقَّلَتْ به الأُمور في ذلك، وولى الحسبةَ مرارًا بالقاهرة ومات في شعبان، وكان له بعض اشتغال ومشاركة ومعرفة بشيء من الهيأَة، وكان قليل العلم ووُجد بخطِّه على محضرٍ: "تسمع الدعوة" وقد ناب في الحكم لما كان محتسبًا بعد ذلك.

٢٩ - محمد بن محمد بن محمد بن النعمان بن هبة الله الهُوِّى نزيل القاهرة، كريم الدين، اشتغل قليلًا وولى الحسبة ببلده مدّةً ثم تزيَّا بزيّ الجند ووَلِيَ شدَّ البلد فظلم وعسف


(١) "ابن محمد" ساقطة من هـ.
(٢) جاء بعد هذه في ز: "رأيت نسبه في ورقة مستقلة بخط المؤلف ونصها: شيخنا شمس الدين بن القطان محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن أبي بكر السنهوري وكان يذكر أن أصله كناني، قال: وكان أبوه قطانا وكذا أخوه، وحبب إليه العلم فلازم الاشتغال وخدم ابن عقيل وغيره".
(٣) لم ترد هذه الكنية في الضوء اللامع ٩/ ٣٤٢.