للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تركه واشتغل بالعبادة وانقطع في خلوة بسطح جامع الحاكم، وقد تصدى للإسماع في أواخر زامنه، ومع ذلك فلم يحدث بجميع مسموعاته لكثرتها، وكان يرد على كبار المحدثين حال قراءتهم عليه ما يقضون العجب من استحضاره مع طول بعد العهد، وقد اشتهر عند المصريين ب الشيخ عبد الله اليمني، وكان ينكر على من ينسبه لذلك، وعند المحدثين بن ابن خليل، وقد ذكر بعض أصحابه أنه أعطاه دراهم، قال: فاشتريت بها ورقا فما كتبت في شيء منه في حاجة إلا قضيت، وكان يحب سماع غناء العرب الذي كان يقال له قديماً النصب، وأضر بأخرة. قرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري وأجازنيه: كان محدثاً فاضلاً فقيهاً نظاراً بحاثاً ذا قدم راسخ في العلم، تهرع إليه الملوك فمن دونهم، وعنده نفرة من الناس، ودفن بتربة تاج الدين بن عطاء بالقرافة، وأرخه سنة خمس وسبعين غلطاً، فإنه مات في جمادى الأولى من هذه السنة، وشهد جنازته من لا يحصون كثرة رحمه الله تعالى ونفع ببركته.

عبد الرحمن بن سعادة بن إبراهيم الحسباني، يعرف بعبيد، كان أحد الفقهاء بالشام، تفقه بالقدس على تقي الدين إسماعيل القلقشندي، وصار يستحضر كثيراً، ومات في رمضان.

عبد العزيز بن عبد الله، الواعظ الرومي القيسري، قدم دمشق وولي مشيخة الشميساطية فلم يتمكن من مباشرتها لضعفه، ومات في رجب، وكان ماهراً في العربية.

عجلان بن رميثة بن أبي سعد بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن سليمان بن عبد الله بن موسى بن الحسن بن علي الحسني، عز الدين، أمير مكة، وليها شريكاً لأخيه ثقبة سنة أربع وأربعين عوضاً عن أبيها، ثم استولى عجلان على حلى سنة ثلاث وستين، وكان ذا عقل وسياسة، واقتنى من العقار والعبيد شيئاً كثيراً، وكان يحترم أهل السنة مع اعتقاده في الزيدية، وفي أيامه عوض عن المكس الذي كان يأخذه من المأكولات بمكة بألف إردب قمح يحمل إليه من مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>