وتسعين فباشرها قليلاً، ثم صرف بعد سنة - بالإخناي فسافر عنها، واستمر ينتقل في البلاد بطالاً إلى أن عاد إلى ولاية قضاء حلب في أيام نيابة شيخ بها في أواخر دولة الناصر ثم عزل لما عزل المؤيد عنها - ثم عاد بعد قتل الناصر واستقرار شيخ مدبر المملكة للخليفة المستعين - إلى قضائها، وفي غضون ذلك ولي قضاء دمشق مرة وطرابلس أخرى، ولما قام نوروز بدمشق بعد قتل الناصر قربه، فلما قتل نوروز وقبض عليه شيخ في سنة ثمان عشرة، وجده جقمق الدويدار باللجون فقبض عليه وحبسه بصفد بأذن من السلطان، فلما وصل السلطان إلى دمشق في فتنة قانباي أخرج ابن خطيب نقيرين من حبس صفد ميتا، ويقال إن ذلك كان بدسيسة من كاتب السر ابن البارزي، لأنه كان يعاديه في الأيام الناصرية والنوروزية، ولما بلغ السلطان موته أنكر ذلك ونقم على ابن البارزي وكان يتهدده به كل حين، وكان ابن خطيب نقيرين قليل البضعة كثير الجرأة كثير البذل والعطاء إلا أنه يتعانى التزوير بالوظائف والدروس ينتزعها من أهلها بذلك، والله يسامحه.
نجم بن عبد الله القابوني، أحد الفقراء الصالحين، انقطع بالقابون ظاهر مدينة دمشق مقبلا على العبادة مدة - وكان صحب جماعة من الصالحين الزهاد - وكان ذا اجتهاد وعبادة وتحكى عنه كرامات وللناس فيه اعتقاد، مات في صفر.