للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعقوب من جهته فاستمرّ معزولًا وساءت حالُ عماد الدين بعْد ذلك وهرب كما سيأْتى، ولو سلك طريق أبيه لكان أوْلَى فإِنَّ أَباه ناب فى الحسبة أربعين سنة متوالية ولم يطلب الاستقلال قط، ومضى على سدادٍ إلى أن مات.

وانتهت زيادةُ النيل في هذه السنة في سادس عشر توت إلى عشرة أصابع من عشرين ذراعًا.

* * *

وفى السادس من شعبان أُمْسِك نصرانِىٌّ زنى بامرأةٍ مسلمةٍ فاعترفا بالزّنا، فحكم شرفُ الدين عيسى الأقْفهسي برجمهما فرُجِما خارج باب الشعرية ظاهر القاهرة عند قنطرة الحاجب، وأُحْرِق النصرانى ودُفِنَتْ المرأة. وعاب الناس على القاضى صنيعه هذا من عدة أوْجه، منها: استبدادُه بذلك وانفراده (١) بالحكم، ودعوى المرأة بالإِكراه ولم يقبل ذلك منها إلَّا ببيّنةٍ فأحضرت واحدًا ولم يؤخّرها حتى يسمع الشهادة لكوْن النصرانيّ أسلم لمّا تحقَّق الرجم وغير ذلك، ثم جاءني المذكور (٢) وتنصّل مما نقم عليه، فالله أعلم.

* * *

وفى سادس شعبان رُفع إلى الأُستادار أنَّ نصرانيًّا في خِدْمَته يقال له ابن الخضرى وقع منه ما يقتضى إراقة دمه، فأحضر القاضي المالكي -وكان من جيرانه- وحضر معه خلق كثير فادّعى عليه فأنكر فتشطَّرت البيّنة فحكم القاضي بتعزيره،، فعنْدما جُرَّد ليُضْرب أسلم فتُرِك واستمر يباشر، وهو غير محبّ الدين الآتى (٣) ذكره.

وقرئ البخارى بالمدرسة المؤيدية وحَضر مَن كان يحضر في القلعة.

وفى هذا الشهرُ مُنع النصارى من تكبير العمائم ولِبْس الفراجي والجبب بالأكمام الواسعة كهيئة قضاةِ الإِسلام وركوب الحمر الفُره واستخدام المسلمين.


(١) في هـ "إسراعه".
(٢) المقصود بذلك الشرف عيسى الأقفهى.
(٣) لا ندرى أى محب هذا المراد في المتن والمشار إليه "بالآتى ذكره".