للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه سُجن جَارْقُطْلِي نائبُ حماة بالإسكندرية.

وفيه توجه الأُستادار فخر الدين إلى الوجه القبلى وختم بالجيزة، وسار في طوائف كثيرة من العربان والمماليك، وشرع في تتبع العربان المفسدين، فلما انتهى إلى هوارة فروا منه فتَتَبَّعهم إلى قريب أُسوان فقاتلوه فقَتل منهم نحو المائتين وانهزم البقيةُ إلى جهة ألواح الداخلة.

وفيها في جمادى الأُولى نُقل شاهين الزَّرْدَ كَاش من الحجوبيّة بدمشق إلى نيابة حماه، ونُقِل بَلْبان (١) من نيابة حماة إلى الحجوبية بدمشق.

وفيه خُلع على عليّ بن أَبى بركة الجَرْمى (٢) أَمير الجرم واستقر على عادته.

* * *

وفيه جهز السلطان إلى نائب الكرك نواب القدس والرملة وغزة ليجتمعوا معه على كبس بني عقبة (٣)، وأَسرّ إلى نائب غزة أَن يقبض على نائب الكرك، وكان السلطان غضب عليه لكونه لم يخرج لملاقاته حين عاد من بلاد الروم، فقبضوا عليه في جمادى الآخرة وحُمل إلى دمشق فسُجن بها.

وفي الثالث والعشرين من ربيع الآخر إستقر برسباى الدقماقى - أحد مقدمى الأُلوف بالقاهرة - في نيابة طرابلس عوضًا عن بَرْدْبك نقلا من كشف التراب، ونقل بردبك إلى نيابة


(١) هو بلبان المحمودي المتوفى سنة ٨٣٦.
(٢) وذلك نسبة إلى بني جرم، وقد أورد القلقشندي في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٢٠٦ - ٢١١، جماعات كثيرة منهم، وذكر أن بعضهم من القحطانية والبعض الآخر من العدنانية، والأرجح أنهم الفريق الذي جعل أصله بطنا من طيء القحطانية، وأشار إلى أن الحمداني جعل بلادهم غزة والداروم مما يلى الساحل إلى الجبل وبلد الخليل، وأنهم جاءوا إلى مصر بعد أن فتح صلاح الدين الأيوبى القدس وإن تأخر جماعة منهم بالشام، ورجح القلقشندي تعريف الحمداني على تعريف ابن خلدون، لأن الحمداني - في رأيه "كان مهمندارًا ومن شأنه معرفة العرب الواصلين إلى الأبواب السلطانية"، ثم عاد فكرر هذا النقد لابن خلدون في كتابه صبح الأعشى ١/ ٣١٨.
(٣) هناك أكثر من بني عقبة، منهم بطن من جذام، وأخرى من كندة، وكلتاهما قحطانية، وثالثة بطن من بني هلال، وهم عدنانية، أما البطن التي من جذام فهم بنو عقبة بن مخرمة بن جزام، "وديارهم من الكرك إلى الأزلم في برية الحجاز، وعليهم درك الطريق ما بين مصر والمدينة النبوية إلى حدود غزة من بلاد الشام" كما قال القلقشندي في نهاية الأرب، ص ٣٦٤ نقلا عن ابن خلدون ومسالك الأبصار للعمري.