للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سادس ذي القعدة قُرر الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن على بن عبد الرحمن التَّفَهْني في قضاء الحنفية عوضا عن شمس الدين بن الديري.

وتوجه السلطان من يومه إلى سرحة البحيرة واستناب في غيبته إينال الأَزعرى، وقرر مهنا بن عيسي في إمرة الجرم عوضا عن على بن أبى بكر بعد قتله ولبس خلعة من مخيم، وكان قَتْلُ عليّ في حرب بينه وبين محمد بن عبد القادر النابلسى شيخ العشير بها في شوال.

وفيها (١) قُتل محمد بن بشارة بالقاهرة في آخر شوال وصَدَقَةُ بن رمضان أحد الأمراء التركمان في سيس.

وفى ذى الحجة ألزم المحتسب النساء أن لا يعبرن جامع الحاكم، وألزم الناسَ كافةً أن لا يمر أحد منهم به إلا وهو مخلوع النعل، وشدَّد على القَوَمَة في ذلك، واستمر ذلك وطهر المسجد من قبائح كانت تقع بين النساء والرجال والشباب والصبيان.

وفى خامس ذى الحجة وردت هدية على باك بن قرمان نائب السلطنة بنكدة ولا رندة ولؤلؤة (٢).

وفي ذي القعدة قَبض جقمقُ نائبُ الشام على نكْباى الحاجب واعتقله بأَمر السلطنة.

وصلى السلطانُ عيد الأضحى بالطَّرَّانة (٣)، وخَطب به وصلى العيد ناصر الدين بن البارزي


(١) أمامها في هامش هـ: "قتل ابن بشارة الرافضي قاطع الطريق".
(٢) وتعرف أيضًا بحمة لؤلؤة، ولها حصن يعرف بها، وهى من المواضع الحصينة في أطراف آسيا الصغرى، وتسمى عند البيزنطيين Loulon وحرفها العرب إلى لؤلؤة، وقد ذكر لسترانج: بلدان الخلافة الشرقية ص ١٧١ أنها تقع في النهاية الشمالية لدرب الأبواب القليقية ثم إنها قلعة شديدة الحصانة، ثم نقل عن المستوفى ما وصفها به في القرن الثامن للهجرة من أنها "مدينة صغيرة حولها أرض خصبة وهواؤها بارد وفيها مواطن للصيد مشهورة".
(٣) الطرانة من القرى المصرية القديمة التي ترجع إلى العصر الفرعونى حيث كانت تسمى "برانوت Per Rannout" كما أن اسمها القبطى هو "طرنوت" فعربه العرب إلى "طرانة"، وقد شهدت إحدى معارك الفتح العربي بين عمرو بن العاص والبيزنطيين وهي حاليًا في مركز كوم حمادة، انظر محمد رمزى: القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين، ق ٢، ج ٢، ص ٣٣١ - ٣٣٢.