الصلاة وانحلال العقيدة، وكان يقال عنه إنه يشرب المسكر، قال القاضي علاء الدين، ولم يكن عليه أنس أهل الدين، ونزح عن حلب خوفاً من الطنبغا القرمشي لكائنة جرت له معه، وهي أنه لما أراد أن يركب ومنع القرمشي قال له ابن ملاعب: ما هو جيد، فخالفه وركب فقتل، وذكر القاضي علاء الدين من إصاباته أنه قال لنوروز لما كان شيخ يحاصره بحماة كان استصحب ابن ملاعب معه فوعد بتخلخل عسكر شيخ ويحصل له نكدة، فلما أصبحوا لم يقع شيء إلى العصر فإن سهماً أصاب جبهة شيخ فجرحه فحصل في عسكره رهج واضطراب، قال: وسمعته مراراً يقول إن هذا الذي أقوله ظن وتجربة لا قطع فيه، وسكن صفد ومات بها في هذه السنة وقد جاوز الثمانين.
أحمد بن أحمد بن عثمان، الدمنهوري، شهاب الدين المعروف بابن كمال، كان كثير الحج والمجاورة، وكان يعظ الناس بمكة عند باب العمرة، ويكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى ضبط أنه صلى عليه في يوم واحد مائة ألف مرة، مات في آخر المحرم عن بضع وسبعين سنة.
أحمد بن هلال، الحلبي شهاب الدين، اشتغل قديماً بالقاضي شمس الدين بن الخراط وغيره، وكان مفرط الذكاء، وأخذ التصوف عن شمس الدين البلالي، ثم توغل في مذهب أهل الوحدة ودعا وصال كثير الشطح وجرت له وقائع، وكان أتباعه يبالغون في إطرائه ويقولون: هو نقطة الدائرة - إلى غير ذلك من مقالاتهم المستبشعة.
الطنبغا القرمشي كان من أمراء الظاهر، ثم كان ممن انتمى بعد الظاهر إلى يشبك، ثم كان في الذين انتقلوا في البلاد الشامية في الفتن في الأيام الناصرية، وكان في الآخر مع شيخ، فلما ولي النيابة بحلب جعل حاجباً كبيراً، ثم قرره أتابكا وفي زمن