للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولي بأخرة مشيخة الفخرية (١) بين السُّورَيْن". وأجاز لأولادى، وكثُر تأسُّفُ النَّاس عليه فإنه كان ينفع الطلبة جدًّا حتى كانوا يصححون عليه تصانيف العراق فيهذبها ويهديهم إلى الصّواب مما يقع فيها من الخطأ نقلًا وفهمًا، وكانوا يطالعون العراقي بذلك فلا يزال يصلح في تصانيفه بما ينقلونه عنه".

ولم يكن في عصره مَن يستحضر الفروع الفقهيّة مثله، ولم يخلف بعده من يقارنه في ذلك مات في يوم السبت ١٤ رجب. وكان على طريقة السلف.

٢ - إبراهيم بن محمد بن عيسى بن عمر بن زياد الشافعي، برهان الدين بن خطيب عذرا، وُلد سنة اثنتين وخمسين بِعَجْلُون. وقدم مع أبيه صغيرًا وكان أبوه خطيب عذرا (٢) فحفظَ إبراهيم "المنهاج" واشتغل على شيوخ العصر وأذن له ابن خطيب يبرُود (٣) ورحل إلى الأذرعيّ بحلب، ورافق ابنَ عشائر وكان حينئذ يستحضر "الروضة" حتى كان يردّ على الأذرعى في بعض ما يفتى به ويدلّ على المسألة في "الروضة" في غير مظنَّتها، وتصدّى للقاضي شهاب الدين بن أبي الرضى حتى أخذ عليه في ثلاثين فتيا أخطأَ فيها، حتى نسبه في بعضها لمخالفة الإجماع مع شدَّة ذكاء ابن أبي الرضى إذ ذاك. وكان البُلْقِيني يفرط في تقريظه والثناء عليه.

ولي قضاء صفد بعناية الشيخ محمد المُغَيْرِبي (٤) ثم عُزل ثم أُعيد، ثم أقام بدمشق من سنة ستّ وثمانمائةِ بطالا، وحصلت له فاقة، ثم حُصل له تصدُّرٌ بالجامع، وكان يحفظ كثيرًا من شعر المتنبيّ ويتعصّب له ويحفظ أشياء من كلام السُّهَيْلي، وكان حسن الشكل سهل الانقياد سليمَ الباطن، وله "شرح على المنهاج" فيه غرائب، ولم يكن له يدٌ في شيْءٍ من العلوم إلَّا الفقه خاصة. مات في سابع عشرى المحرم بالفالج.


(١) وذلك نسبة لبانيها الفخر عبد الغني بن أبي الفرج.
(٢) عذرا قرية بالمرج من دمشق، كما جاء في الضوء اللامع ج ١ ص ١٥٦، وقال عنها مراصد الإطلاع ٢/ ٩٢٥ إنها بغوطة دمشق وذكر أن بمسجدها نخلة، انظر عنها كرد علي: غوطة دمشق Dussaud Topagraphle Hist، de la Syrie.P.٣٢٥
(٣) هو محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان المتوفى سنة ٧٧٧، انظر عنه إنباء الغمر ١/ ١١٩ ترجمة رقم ٥٢.
(٤) في الضوء اللامع ج ١ ص ١٥٦ "المغربي" وكلاهما صحيح.