للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسقطت رجل فرسه في حفرة من القناة فوقع فأَمسكوه فأُمر بقتْله فقُتِل بقلعة دمشق في شهر ربيع الأول.

وكان كثير الحياء والشجاعة والشفقة وقد أَحسن في تلك السنة إلى الحاج (١) لما رجعوا فإنهم لقوا مشقة عظيمة بتزاحم الرياح بحورًا، فخرج إليهم بنفسه ومعه أَنواع الزاد حتى الزرابيل وفرقت فيهم فانتفع الغنيّ والفقير، وأَفرطوا في الدّعاء له فكان عاقبته الشهادة. سامحه الله تعالى (٢).

٨ - سليمان (٣) الملك العادل فخر الدين أَبو المخافر بن المجاهد شهاب الدين غازي بن الكامل مجير الدين محمد بن الموحّد سيف الدين بن أَبي بكر بن المعظَّم توران شاه بن الصالح أَيوب بن الكامل أَبي المعالى أبي بكر بن محمد بن العادل أَبي بكر أَيوب، أقعدُ ملوكِ أَهل الأَرض في مملكة حصن كَيْفَا (٤) إلَّا صاحب صعدَة (٥) الإمام الزَّيدي فإنَّه أقعد في المملكة منه.

وأَما العادل هذا فأَقام في مملكة الحصن (٦) نحو الخمسين سنة وله فضائل ومكارم وأَدبٌ وشعر، واعتنى بالكتب، واستقرّ بعده في مملكة الحصن ولده الملك الأَشرف أَحمد


(١) أمامها في هامش هـ بخط البقاعي "كنت في تلك السنة في دمشق وكانت أمى من الحجاج تلك السنة، وكان الذي حصل الحجاج ثلج وأمطار عظيمة الأوحال في بلاد خوران وبلى أرض مغرافة فلو لم يطلع إليهم مانجا منهم إلا القليل فعظمت منفعتهم به، وكان يأمر جماعته بإركاب المشاة، ففرغت الدواب التي أعدها لذلك فصار يأمرهم أن يردفوههم وراءهم حتى أردف هو واحدا وراءه. ".
(٢) ورد في هامش ث الترجمة التالية بعد هذا: "سودون الحموى أحد المقدمين بدمشق وأتابك، العساكر بها وكان قبل ذلك من أمراء القاهرة فنفاه الأشرف إلى دمياط بعد أن حبسه مدة ثم أرسله إلى الشام عوضا عن قانباي الحمزاوي في الأتابكية والتقدمة فمات بها في أوائل ذي القعدة"، ثم امضاء السخاوى. ويلاحظ أن هذه الترجمة واردة بنصبا في الضوء اللامع ٣/ ١٠٥٩ ولكنه زاد عليها قوله "فمات بها في أوائل ذى القعدة سنة سبع وعشرين؛ ذكره العيني".
(٣) ورد اسمه في هـ على الصورة التالية: "سليمان الملك العادل بن المجاهد غازي بن الكامل محمد بن الموحد أبي بكر ابن المعظم توران شاه بن الصالح أيوب بن الكامل أبى المعالى أبي بكر محمد بن أيوب".
(٤) حصن كيفا (بفتح الكاف وسكون الياء) ويقال له أيضا "حصن كيبا" كما جاء في مراصد الاطلاع ١/ ٤٠٧، وهو بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر، وقد ورد في بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٤٤ - ١٤٥، أنه حصن واقع على ضفة الفرات الجنوبية وسماه الروم Kiphas أو كيفى Cephe ، وأورد نفس المرجع.
(٥) عرفها مراصد الاطلاع ٢/ ٨٤٠ بأنها مخلاف باليمن.
(٦) أي حصن كيفا.