للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلامه؛ واستقر ولده سعد الدين في مشيخة المدرسة المؤيّدية وخلع عليه في الرابع والعشرين من ذي الحجة (١).

٢١ - يعقوب (٢) بن جلال، واسمه رسولا بن أَحمد بن يوسف، ويُسمى أَيضا "أَحمد" الرومي التبّانى الحنفى، الشيخ شرف الدين، وُلد سنة (٣) ستين تقريبًا وتفقه على أَبيه وغيره، ومهر في العربية وأَحبّ الحديث، وشرع في "شرح المشارق"، وكان يستحضر كثيرًا من فروع الحنفية مع (٤) براعةٍ في العربية والمعانى والبيان والعقليات؛ مع بشاشة الوجه وطلاقة اللسان وكرم النفس والسخاوة، [وكان] جوادا؛ وكان أَول ما ولى التدريس والخطابة والإمامة بمدرسة أُلْجاى (٥) في حدود سنة تسعين، وولى مشيخة تربة قجَا السلحدار، وولى مشيخة قوصوق مدة ثم رغب عنها، وولى نظر القدس بعناية أَيتمش ثم صرف عنه (٦)؛ وولى في سلطنة المؤيّد مشيخة الشيخونية، ونظر الكسوة، ووكالة بيت المال، ثم صُرف عن الكسوة وحصلت له جائحةٌ مع الدويدار بسببها فصُرف عنها واستمرّ في الوكالة وفى الشيخونية حتى مات فجأة، وجرت له خطوب مع الناصر فرج واتَّصل بالمؤيّد فعظم قدره ولو كان يصون نفسه ما تقدّمه أَحد ورقت حاله بعد المؤيّد جدا. مات في يوم الأَربعاء سادس عشر صفر واستقرّ بعده في وكالة بيت المال نور الدين الصفطي شاهدُ الأمير الكبير، واستقر في الشيخونية بعده الشيخ سراجُ الدين قارئ الهداية، وذكر العيني أَنه عاش زيادة على سبعين سنة، والله أَعلم (٧).


(١) وردت في ز بعد هذا الترجمة التالية: "محمد الغمارى: كان معتقدا. مات في هذه السنة وصلى عليه جمع كبير. قاله المصنف في بعض مجاميعه".
(٢) ورد اسمه في هـ هكذا: "يعقوب بن جلال واسمه رسولا ويسمى أيضا أحمد الرومى".
(٣) انظر الضوء اللامع ١٠/ ١١٠٩.
(٤) عبارة "مع براعة في العربية والمعاني والبيان والعقليات" غير واردة في هـ.
(٥) أشار المقريزي في الخطط ٢/ ٣٩٨ إلى هذه المدرسة فذكر أنها خارج باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل، وهي من إنشاء الأمير ألجاى اليوسفى سنة ٧٦٨ هـ، وجعل بها درسين أحدهما الشافعية وثانيهما للحنفية، راجع عن المدرسة وصاحبها أيضا إنباء الغمر ١/ ٥٦ - ٥٨، ٦١، ٦٤.
(٦) أي عن نظر القدس.
(٧) وردت الترجمة التالية بعد هذا في ز: "أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن أحمد بن محمد النويري الشافعي المكي، الخطيب الدين بن كمال الدين بن قاضي مكة محب الدين محمد بن قاضي مكة أبي الفضل والد الخطيب أبى الفضل، مات في ربيع الآخر مكة، أرخه المؤلف في بعض مجاميعه في ثاني عشرى ربيع الأول عن ثلاثين سنة، ووصفه بخطيب بمكة ومحتسبها، قال: وفيها مات ابنه وأمه وابن عم أبيه أحمد بن علي بن أحمد النويري، إمام مقام المالكية".