للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨ - محمد (١) بن القاضي شهاب الدين أَحمد، الدِّفْري المالكي، شمس الدين، وُلد سنة بضعٍ وستين، وتفقَّه على مذهب المالكي وأَحبَّ الحديث وسمعه، وطاف على الشيوخ فسمع معنا كثيرًا من المشايخ، وكان حسنَ المذاكرة جيَّد الاستحضار، ودرس بالنَّاصرية الحسينيّة وغيرها، وكان قليل الحظ. مات في العشرين من جمادى الأولى.

١٩ - محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن هانئ اللخمي المالكي، القاضي ناصر الدين بن القاضى سرى الدين أبي الوليد قاضي حلب ثم طرابلس، وُلد سنةَ نيّفٍ وأَربعين، واشتغل قليلًا وناب عن أَبيه فعابوا على أَبيه ذلك، ثم ولى قضاء حماة ثم حلب في سنة ستّ عشرة فساءت سيرتهُ جدًّا، ثم صرفه المؤيّد إلى قضاء طرابلس سنة سبع عشرة فاستمر فيها عدة سنين.

كتب عنه القاضي علاء الدين وذَكَره في تاريخ حلب فقال: "كتبْتُ عنه بطرابلس لمّا وُليت قضاءها، وكان هو قاضي المالكية بها". وكان ظريفًا كريمًا حسنًا جوادًا حسنَ الأَخلاق، مات في أَوائل السنة بطرابلس.

٢٠ - محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبى بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر المخزومى المالكي المعروف بابن الدَّمَامِيني، بدرُ الدين الإسكندرانى، وُلد (٢) سنة ثلاثٍ وستين وسبعمائة وتفقَّه بالإسكندرية، وتعانى الآداب ففاق في النظم والنثر والخطّ ومعرفةِ الشُّروط، واستناب في الحكم عن ابن النَّنَسى، ودرّس بعدة مدارس، ثم قدم معه (٣) القاهرة وناب في الحكم أيضا، وتقدم ومهر واشتهر ذكره، ثم تحوّل إلى الإسكندرية واستمرّ بها ينوب في الحكم ويشتغل في العلم ويتكسّب من التِّجارة، ثم حصلت له محنةٌ فقدم القاهرة وعُيّن للقضاء معه في ذلك [ناصر الدين] بن البارزى فلم يقدّر فتوجّه إلى الحج، ثم دخل اليمن فلم يحْصُل له إقبال، فدخل الهندَ فحصل له إقبالٌ عظيم وأَقبل عليه الناس وأَخذوا عنه


(١) أورد له الضوء اللامع ٦/ ١٠٦٢ ترجمة باسم محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القادر، وهى أطول من الواردة هنا.
(٢) كان مولده بالاسكندرية.
(٣) أي مع ابن التنسي.